Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/03/2008 G Issue 12953
الأحد 08 ربيع الأول 1429   العدد  12953
في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى.. المليك:
حديثي معكم من القلب للقلب بعيداً عن الأرقام والإنجازات التي عرفها كل مواطن ومواطنة

«الجزيرة» - سعد العجيبان - * تصوير - حسين الدوسري

افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أمس أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى وذلك في مقر المجلس بالرياض. وحضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وعند وصول الملك المفدى إلى مقر المجلس كان في استقباله معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. ثم عزف السلام الملكي.

بعد ذلك تشرف معالي نائب رئيس المجلس المهندس محمود بن عبدالله طيبة ورؤساء اللجان بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في منصة القاعة الرئيسة للمجلس بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء سيدنا محمد:

أيها الإخوة الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى سائلين العلي القدير أن يبارك جهودنا ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

أيها الإخوة الكرام:

لقد كنت أمام خيارين. الأول أن أستعرض معكم ما تم إنجازه في الفترة الماضية من سياسات وأنظمة وبرامج ومشاريع تصب في مصلحة الوطن والمواطن والثاني أن يكون حديثي معكم من القلب للقلب بعيداً عن الأرقام والإنجازات التي عرفها كل مواطن ومواطنة. وهو ما تضمنته الكلمة الموسعة والموزعة عليكم.

أيها الإخوة الكرام:

ما أكرم الزمان والمكان الذي ألتقي وإياكم فيه فالزمان يوم من أيام العمل والعطاء وتقدير الأفكار النابضة بالخير والانتماء والوطنية، والمكان بيت من بيوت الوطن التي تحترم الحرية وتدرك المسؤولية. الحرية تكون في التفكير والنقد الهادف المتزن والمسؤولية أمانة لا مزايدة فيها ولا مكابرة عليها فبها - بعد الله - نصون حريتنا ونحدد معالمها ونقول للعالم هذه قيمنا وتلك مكارم أخلاقنا التي نستمدها من ديننا. أقول ذلك مؤكداً لكم أن الحرية المسؤولة هي حق لكل النفوس الطاهرة المحبة لمكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية. ليبقى شامخاً عزيزاً متفوقاً في زمن لا مكان فيه للضعفاء والمترددين. فوطن قام على إرادة الله ثم بعزيمة الرجال الكبار الذين تزاحموا بالمناكب خلف قائد وحدتهم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراهم جميعاً - في مسيرة أراد لها الحاقدون الكارهون الفشل، وأراد الله لها العزة والنصر هو ميدان تنافس الشرفاء من أجل رفعة الوطن وعزته. هذا الوطن علينا أن نحيطه بأكرم تعابير الحب والوفاء فهو تجربتنا التاريخية التي نفتخر بها وندافع عنها وهي الرؤية التي تسير في طريقها بتصميم وعزم بين دروب وعرة لا يمكن لها أن تعيق النفوس الكبيرة المتوكلة على الله.

أيها الإخوة الكرام:

يشهد الله تعالى أنني ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله - جل جلاله - ولكن رحمته تعالى واسعة فمنها أستمد العزم على رؤية نفسي وأعماقها. تلك النفس القادرة على توجيه النقد العنيف الهادف قادرة - بإذن الله - أن تجعل من ذلك قوة تسقط باطلاً وتعلي حقاً. ولنتذكر جميعاً أننا مسؤولون أمام الله ثم أمام شعبنا ووطننا. نستحضر في كل أمر قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. هذا وبالله العزة، وإليه المنتهى، عليه توكلنا وبه نستعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عقب ذلك تشرف أعضاء مجلس الشورى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. إثر ذلك اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على المخططات المقترحة لتوسعة مقر المجلس. بعد ذلك عزف السلام الملكي. ثم غادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقر المجلس مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

حضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وسماحة مفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد