قبل سنوات قليلة كان الرئيس يجمعنا ليقدم لنا مقترحاته (النهضوية) وهو رجل (أُووفرْ) في نشاطه...
بينه وبين رئيسنا السابق هوة من المسافة...
هذا يريد التطوير ويرفض (الستايل) التقليدي في العمل... (آكتف آكتف)...
تخيلوا ما فعله بنظام البريد الداخلي, وفر لكل مكتب (لاب)...
وربط الجميع (بالأوفس الرئيسي)... وأنشأ مكتبا صغيرا (للسرفيس)...
وحدد (ففتين منتز) (للكافي)... وألغى نظام الفرَاشين المستخدمين في الوسائط بين المكاتب...
خفف الضغط واستغل (البليسس) في كل الدائرة...
واصل الرجل حديثه عن رئيسه النشط المجدد بنصف لسان...
فهمه بعضهم... وخمن آخرون مراده...
بينما كانت الممرضة تستدعيه للمثول للطبيب...
فأجابها (أوكي آم كمنق)... وواصل آخر كلمات تعثرت بها عربيته...
كنت في الجانب المعاكس يفصلني عن صوته حاجز خشبي...
وكثيراً ما أخرج من حجرات الانتظار عند الأطباء بأشجان وحسرات...
هناك... عفو الموقف... وبدون تخطيط تعرض أمامنا نماذج كثيرة من السلوك البشري...
وغالبا لا تعبر هونا... وتمر بكرم حاتمي من أصحابها...
هناك تأتيك نماذج المتحذلقين في ذكاء...
والمتزلفين في ألوان...
والمتظاهرين على خواء...
والمستعرضين من فراغ...
كما تأتيك نماذج الوقورين في ثقة...
والمتواضعين على قدرة...
هناك ترى الثياب تشف عن دخائل أصحابها...
بمثل ما تسمع الأصوات تعبر عن مكنون خباياهم...
الصور تترى...
وتنكشف لك تلك المتغيرات التي لحقت بالإنسان منطلقة من ألف التنشئة ومنتهية إلى ياء المؤثرات من حوله...
***
لسان صاحبنا الذي ناء عن حمل مفردات لغته وثقل بإعوجاجه...
لا يختلف عن تلك النظارات الملونة المفصصة التي تضعها النساء على رؤوسهن وهن يتمايلن في مشيتهن...
كأن الأرض التي تحمل أقدامهن هي التي تسجل بأبجدية ثراها أي منقلب انقلبت إليه أحوال البشر...
بينما ثمة رائحة للغة الرواة... وثمة رسم لمغزل الجدات...
وأنسجة الأصوات والمرآة لا تزال تتزيا بها متاحف الذاكرة...