موسكو - سعيد طانيوس
اعتبرت دورية روسية مستقلة أن حرب لبنان في صيف العام 2006 أعادت إسرائيل إلى الوراء ستين عاما، لأنها كشفت بوضوح أن الجيش الإسرائيلي الذي اعتاد على إحراز الانتصار السريع خلال الحروب القصيرة (الكلاسيكية) لم يكن مستعدا لخوض حرب غير كلاسيكية ضد مجموعات من المقاتلين المدربين جيدا والمؤمنين بقضيتهم.
وكتب المؤرخ الروسي الدكتور ليونيد ميدفيدكو في دورية (فوينو بروميشليني كوريير) يقول: وعموما، هناك أوجه شبه كثيرة بين فشل الجيش الإسرائيلي في حربه على لبنان عام 2006 وبين إخفاقات قوات التحالف الأمريكي - الأطلسي في أفغانستان والعراق.
واضاف، أوقعت إسرائيل نفسها وحلفاءها الغربيين في حرج بمهاجمتها تشكيلات عسكرية عربية لا تتبع لأي جيش نظامي. وحاول حليف إسرائيل الأمريكي أن يدافع عنها من خلال إمدادها بأحدث الأسلحة والقنابل الذكية تحت حجة أن (الإسرائيليين يستخدمون حقهم في الدفاع عن أنفسهم).
وكان الأمريكيون قد برروا احتلال العراق بضرورة حماية أنفسهم من الإرهاب الدولي. وأصبحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في العراق وأفغانستان - نتيجة لذلك - في وضع شبيه بوضع إسرائيل في فلسطين ولبنان. وصبت إسرائيل (جام غضبها) على لبنان وفلسطين بقصد إسقاط النظام في سورية في أسرع وقت وطرد حزب الله من لبنان.
إلا أن الهجوم الإسرائيلي أتى على نحو معاكس لما استهدفه من نتائج، إذ لم تواجه سورية خسائر عسكرية تذكر وعززت مواقعها السياسية. ووطد حزب الله أيضاً موقعه كقوة سياسية رائدة في لبنان. وخلص إلى القول، لم تتمكن أمريكا من تسوية مشكلات إنهاء النزاع العربي - الإسرائيلي بعقد اجتماع للأطرف المعنية في أنابوليس. وربما لهذا السبب يزداد حيويةً موضوع عقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط في موسكو. وتمنت روسيا حين أطلقت دعوتها لاحتضان مؤتمر دولي أن تتم تلبية دعوتها في عام 2008، صحيح أن تأخير عقد المؤتمر أمر ممكن، لكن استمرار حالة اللا سلم واللا حرب في الشرق الأوسط أمر غير ممكن بل غير جائز.