كتب - فهد الشويعر
مع تقديرنا البالغ للفنان والملحن ناصر الصالح.. إلا أن سؤالاً ظل يقفز في أذهان جميع منسوبي الساحة الفنية خاصة من فنانين وملحنين وإعلاميين، وفحوى هذا التساؤل هو هل بدأ نجم ناصر الصالح في الأفول؟..
هذا السؤال برر به إرهاصات جعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا حين وصل الفنان ناصر الصالح إلى مرحلة قد نسميها (تخبطاً) سواء في ظهوره الإعلامي أو مشاركاته الفنية.. وهو يعلم جيداً مدى محبتنا له وإيماننا الكبير بموهبته التلحينية وقدرته على (صناعة) لحن نصفق له.
وهو يعلم أيضاً أننا معه دوماً ولذا كتبنا اليوم له (نقداً) وهو يعلم دوماً وأبداً بأن النقد ظاهرة صحية يدعو لها دوماً وينادى بها.. في المقابل فإننا نتنبأ بتوقف (إجباري) لناصر بسبب أغنية (الأماكن) وهي الأغنية التي خشينا أن (تقتل) ألحان ناصر الصالح (الإنسان)، و(تضخمه) إلى درجة (الاختفاء) ودخوله دوامة النجاح القاتل والنافع الضار. كثيرون كانوا يعرفون ناصر الصالح قبل أن (تلتحم) ألحانه بصوت فنان الشعب، ولكنه لم يكن في (دائرة) الضوء إلا بعدها ولم ترتفع أسهمه إلا بعد أن (سمعنا الأماكن).
هنا أقول إن (الأماكن) كانت الشرارة التي منها (اشتعل) ناصر الصالح نجماً وانطفأ حول بريقها وتوقف.
ولعل تصريحاته (المتقاذفة) بحممها هنا وهناك عن فنان العرب، وسمعنا بأنه قال يوماً إنه مَن أعاد محمد عبده إلى الضوء كما أنه (ذيَّل) اسم محمد عبده كأهم وأبرز المحطات في حياته الفنية، وسرد قبله مجموعة من الفنانين. لن ندافع عن محمد عبده ولكننا نخشى على ناصر الصالح أن يلحق بغيره من الملحنين الذين لحنوا لمحمد عبده أغنية واحدة (فتقوقعوا) حولها وجعلوها أكبر همهم ونقطة مبتغاهم فأدرجوا بإرادتهم في (أرشيف) الفن، ومرَّ النجاح من حولهم ولم يلتفت لهم. أختم ما سبق أن أدعو فناننا وملحننا ناصر الصالح بالعودة إلى نفسه، ولو قليلاً وأن يعود لنا كما كان (سابقاً) دون (مزايدة) على النجاح والدندنة على اللبن المسكوب (صيفاً).
ولن يتحرك الصالح من هذه (الأماكن) القاتلة سوى بشيء من (التواضع) الفني ومسح معتقد (نظرية المؤامرة) من ذهنه.