لم يثبت بالبحث العلمي أنّ مجرّد زيادة الإنفاق على التعليم العام سوف يرفع بالضرورة مستوى جودة التعليم (كوريا الجنوبية - مثلاً - تصرف على طالبها أقل مما تصرفه بعض دول العالم الثالث). كما لم يثبت بالبحث أنّ جودة التعليم تتحسّن مع تضخُّم المناهج التعليمية، ولم يثبت بالبحث وجود علاقة بين جودة التعليم من جهة وجمال أسوار المؤسسات التعليمية وتصاميم بواباتها وفخامة مكاتبها، وتعدُّد مهرجاناتها الاحتفائية الخطابية من جهة أخرى، ولم يثبت بالبحث العلمي أنّ مجرّد فتح المدارس لكلِّ من هم في سن التعليم سيجعل التعليم في حال أفضل. ولم يثبت بالتجربة والمنطق أنّ مجرّد قدوم (خبرائهم) إلينا وسفر (خبرائنا) إليهم سيطوِّر التعليم (في ظل غياب إرادة وطنية لتطوير التعليم)، ولم يثبت بالمنطق أنّ الإمساك عن نقد التعليم كان يوماً فضيلة تعلّقت بها النظم التعليمية المتقدمة. لكن البحث العلمي يؤكد لنا دائماً أنّ جودة التعليم تتحسّن مع استمرار نقده، ومع نشر ثقافة ومعايير الجودة، وتطوير برامج إعداد المعلمين، وتوفير فرص مميزة لتدريب المعلمين، وتخفيف قبضة البيروقراطية على التعليم، وإخضاع اختيار قيادات التعليم لمعايير متشددة، وتأكيد المساءلة والمحاسبة على ضعف الأداء وتردي النتائج.