Al Jazirah NewsPaper Friday  14/03/2008 G Issue 12951
الجمعة 06 ربيع الأول 1429   العدد  12951
استغرب من حالة التذمر.. مستور العصيمي:
المحاورة ميدان للتنافس الجميل

مستور العصيمي..

عمر شاعري ممتد لقرابة الخمسين عاماً..

واحد من شعراء النخبة في تاريخ القلطة..

عاصر أجيال المحاورة فتمرس في هذا الفن حتى غدا واحداً من أساتذته..

في ساحة الملعب ما زال صوته قوياً لأنه شاعر من ذهب تزيده الأيام لمعاناً وبريقاً..

ليبقى مستور العصيمي أنموذجاً مميزاً في الشعر على وجه العموم وفي فن المحاورة على وجه الخصوص.

أبو تركي حلَّ ضيفاً علينا وعليكم في هذا الحوار:

*****

مدارات خاص

* سنين طويلة أفقدتك شعراء عدة من أبناء جيلك من الذي يعوض غيابهم الآن؟!

الحياة لا تتوقف عند حد معين وطبيعة الشعر ميدانية وفنية متجددة لا تفقد ثروتها الإبداعية إلا إذا اختل أحد عناصر الشعر الأصلية. وهذا لا يعني أنني لست حزيناً على فقدي لشعراء كانوا أبعد نظراً وأقوى بأساً وأكثر ترابطاً. والجيل الحالي فيه خير وبركة والدليل أنني لازلت موجوداً معهم.

* ولكن هناك كثير من الشعراء يتذمرون من حالة الشعر الراهنة؟

تذمرهم من أي ناحية؟

* من ساحة المحاورة بعموميتها؟

ساحة المحاورة كأي ساحة فيها الجميل والقبيح، ولكن من وجهة نظري إنه لا يوجد في الساحة شيء يدعوك للتذمر، والذي يدفعك لهجرها.. لازالت تعطي وفق ظروفها وزمنها وثقافة جيلها.

* الآن المحاورة سُلِّط عليها الضوء الإعلامي بكثافة وأصبح دخل الشعراء فيها عالياً. هل خدم الزخم الإعلامي والبذل المادي المحاورة؟!

لا شك أن كل ما ذكرته ساهم في إعطاء شخصية جديدة لساحة المحاورة وساهم أيضاً في انتشارها على مستوى كبير وأنصفها بعد التجاهل الذي تعرضت لها طيلة السنوات الماضية. وأتمنى أن يزيد هذا الوهج لأنه سوف يكون مردوده على روح الابتكار لهذا الفن وأيضاً سيضمن بقاء هذا الفن العزيز بيننا.

* أبو تركي كثرة القنوات الفضائية الشعبية وصعوبة تغطية ساعات بثها جعلها تجنح إلى إعادة وتكرار عرض الكثير من المحاورات الصالحة وغير الصالحة. هل ترى أنها أضرت بالمحاورة؟

كثرة تكرار الشيء يدفع الناس إلى الملل منه، ولكن إذا كان هناك ضرر فالضرر بالدرجة الأولى على القناة.. عموماً هذه ضريبة الحاجة الإعلامية وعلينا أن نعذر أهل القنوات في ذلك لا سيما أنهم على الجانب الآخر قد خدموا الشعراء.

* في ظل كثرة الشعراء وكثرة الحفلات، ما تصورك للشعر المقدم فيها؟

كثرة الحفلات تقتطع كثيراً من إبداع الشاعر، لكن هناك على الجانب الآخر ليالي خالدة يتجلى فيها الشعراء وتكون ذات قيمة شاعرية مرضية للمتذوق بشكل عام.

* لم نعد نجد مثل ما قلت إلا في المحاورات الرسمية؟ هل هذا مؤشر أن الشعر انخفض في الحفلات الخاصة؟

لا.. أبداً لا يعني ما تقول ولكن الحفلات الرسمية تأتي منظمة وبالشكل الذي يريده الجمهور، أما ما يخص الحفلات الخاصة فإنه لا تجمع، فالغالب أسماء بارزة وتجارب كبيرة إلا في حدود معينة.

* من الذي أخرج الشعر من قريحة الشعر؟

الجمهور.

* ما المحاورة التي لا تمل من ترديدها؟

كثيرة ولكن محاورتي مع عبدالله المسعودي التي يقول فيها

سلام الله عليكم عد ما طلع الثمر فالعود

نبي منك السوالف وانت يا مستور هذبها

فقلت: إلا يا مرحبا حييت يا شاعر بني مسعود

تدور للسوالف مع عتيبي يجييك بها.

* ما المحاورات التي ندمت عليها؟

لا أحب ذكرها.

* هل ما زال الطائف معقل شعراء المحاورة؟

معقل المعنى ويبقى أيضاً أنه سجل له خروج الكثير من المحاورات الكبيرة والشعراء المتميزون ولا ننسى أن المحاورة بدأت فالانتشار في كافة أقطار الخليج.

* كثرة المشاحنات بين الشعراء والخلافات في ساحة المحاورة باتت ظاهرة ملحوظة للجميع؟

الخلافات التي تحدثت عنها شكلية تعرض واقع وطبيعة المحاورة ولكن لا يوجد خلافات بين الشعراء ولا بين الجماهير كما تتصورون، ولكن هذا فقط حماس وتفاعل من شاعر ضد شاعر، ومن جمهور شاعر ضد جمهور آخر، ولكن تبقى المحاورة ميداناً ومعتركاً للتنافس الجميل.

* خمسين عاماً من الركض في ميدان المحاورة، هل مللت هذا الركض؟

صحيح أن الركض متعب ولكن يبقى الركض في مساحات الشعر شيئاً جميلاً ورائعاً.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد