إن نظرة فاحصة في مسيرة كل من الهلال والنصر يدرك التباين الكبير بينهما فالأول في كل مناسبة يحصد الكؤوس والبطولات ولا يرضى بغير منصات التتويج بديلاً، كل هذا جعله زعيماً محترماً رافعاً رأس كل من ينتمي إليه في صورة جميلة تؤكد التناغم الفريد بينه وبين جماهيره العريضة التي تعودت على الذهب وأصبح ذلك أمراً طبيعياً في ظل هذا التفوق الهلالي على مر السنين. بينما نجد على الطرف الآخر عكس ذلك فالنصر الجار والشقيق لم يتذوق طعم البطولات منذ أمد بعيد فلم يعد هناك نصر للنصر فصار الإخفاق ملازماً ومهيمناً على فارس نجد عاماً بعد عام وهنا الفرق، ففي الهلال التفاف وتخطيط وعمل مدروس، وفي النصر بيانات وتصاريح ملتهبة هنا وهناك ما بين مسؤوليه وأعضاء شرفه عمقت الخلافات وزادتها سوءاً والخاسر الأول هو (العالمي) إنه لأمر محزن أن يظل هذا الوضع مستمراً ومنذ سنوات، أين دور الشخصيات الفاعلة من هذه الخلافات التي عانى النصر منها كثيراً، وهل استعصى حلها إلى هذا الحد الذي لا ينفع معه أي علاج، أين المنطق والضمير وجعل مصلحة النصر فوق كل اعتبار، أين هي التنازلات من البعض في سبيل النهوض بفارس نجد من جديد، إن العمل الناجح هو الذي يكون مقروناً بالاحترام المتبادل والعمل المخلص بعيداً عن أي مؤثرات أخرى.
أمنياتي أن يفتح النصراويون صفحة جديدة ملؤها التسامح والتفاهم لينهضوا بفريقهم إلى ما تتطلع إليه جماهيرهم المتعطشة.
***
* إذا كان هناك لجنة انضباط تقع على مسؤوليات كثيرة تجاه من يسيء السلوك الرياضي فإنه من المهم أيضا أن يكون هناك لجنة انضباط تجاه بعض الإعلاميين والصحفيين والكتاب الرياضيين الذين كثيراً ما ساهموا في توتر علاقات الأندية مع بعضها البعض وألبوا الشارع الرياضي وبثوا روح التعصب والاحتقان بين الجماهير الرياضية بمختلف ميولها في شكل لا يعكس الصورة الجميلة عن إعلامنا الرياضي وواجباته ورسالته التي يجب أن تكون صورة زاهية في سبيل تقريب وجهات النظر والسعي لحل الخلافات ونثر الورود هنا وهناك من أجل رياضة يعلوها الحب والتسامح والتنافس الشريف ويكونوا مرآة حقيقية للطرح المذهب الرزين الذي يكون أثره إيجابياً على تنافس أنديتنا الرياضية، إننا مطالبون بنبذ كل ما هو بعيد عن مبادئنا وعاداتنا فما يحصل اليوم في بعض صفحاتنا الرياضية مع الأسف ما هو إلا تناحر أشبه ما يكون بالقصور الفكري، فكم من كاتب أقحم نفسه بمهاترات هو في غنى عنها وكم من جمل وأحرف خلقت مشكلات كثيرة، وكم من فكرة صارت مثار جدل واسع بين الرياضيين، إننا نأمل أن يكون كتابنا أداة مشرقة تمثل التميز الإعلامي في دفع عجلة التقدم لحركتنا الرياضية إلى الهدف المنشود.
فهد محمد الدوسري - بريدة