لا أشك أبداً أن المديرين والمسؤولين في أي قطاع خاص أو حكومي يشكون من تأخر بعض الموظفين عن بداية العمل ما بين مستقل ومستكثر!
ولا أشك أبداً أن أي واحد منا قد عانى من أحد أصدقائه يوماً من الأيام لما اتفقا على موعد للنزهة أو اللقيا فما تصافحا إلا بعد ساعة من الوقت المحدد!
يتكرر هذا المشهد كثيراً، فلا داعي للإطناب في ذكر الأمثلة ولكن دعنا نحلل هذا السلوك الخاطئ في ضبط ساعتنا الإلكترونية.
لقد تأملت في الموضوع فرأيت أن لكل إنسان ساعة خفية في قلبه وهي تشبه السلم تدعى (ساعة الأولويات) فبقدر ما يكون الموعد على قدر من الأهمية عندنا حتى يكون في أعلى ساعة الأهداف بقدر ما ننضبط في مواعيدنا الزمنية، والعكس صحيح؛ فتأخرنا الزمني لولا أنه يسبقه تأخر في أولوية اللقاء عندنا لما وجد!
ومما يدل على ذلك أننا ننضبط في مواعيد الرحلات الجوية بالثانية! ونبكر المجيء إلى صوالين الحلاقة ليالي العيد! وبعضنا يستعد لسماع صافرة الحكم من البداية في مباراة مثيرة! لماذا؟
وللتوضيح: تخيل لو قيل لك حافظ على الصلوات الخمس في المسجد وفي الصف الأول يومياً- في مدينة كبيرة ومزدحمة كالرياض- ماذا سيقع في شعورك؟ هل هو ممكن أو صعب أو مستحيل؟
تحديد إحدى الإجابات يعتمد على أولوية ذلك عندك ولابد، ودونك هذه القصة لهذا الصحابي فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب - رضي الله عنه- قال: كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قد جمع الله لك ذلك كلهألا ترى كيف أن الصحابي لما جعل الصف الأول في أعلى ساعة أولوياته هانت عليه العوائق من البعد والحر والبرد والمركب؟
فهل يعي ذلك الأشخاص الذي يعلقون تأخيرهم عن اجتماع الأسرة أو العمل أو الأصدقاء على شماعة المشاغل أو الزحام دائماً؟
محمد عبدالله العبدالهادي