Al Jazirah NewsPaper Friday  14/03/2008 G Issue 12951
الجمعة 06 ربيع الأول 1429   العدد  12951
حولها ندندن
الدفاع المدني النسائي
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

كلما دعيت إلى مناسبة رسمية فاعلة منتجة ايجابية على مستوى بلادنا الحبيبة، كلما وجدت فيها أهل الخير من نساء ورجال تحت مظلة الشرع الحكيم، الذين هدفهم أداء الأمانة الإلهية العظيمة التي تحملتها الإنسانية ولكن هناك من حققها وهناك من خانها بوعي أو دون وعي.

ولكني سأركز هنا على الجانب النسائي الوطني، حيث رأيت كوكبة وضاءة من نساء مجتمعنا المتميزات المخلصات لرسالتهن الإنسانية والوطنية والدينية، في إحدى هذه المناسبات الحيوية، وهي مناسبة (اليوم العالمي للدفاع المدني).

وقد أحسنت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي صنعاً إذ دعت شقيقات الرجال لهذه المناسبة التي هي في أعلى درجات الأهمية على مستوى الوطن بأكمله، ليس لمجرد شعار: (دسّوا المرأة ولا تنسوها حتى لو كان في مكان لا يليق بها)، إنما لأن هذا الأمر من أهم واجباتها وهو حماية نفسها وأسرتها وأطفالها.

ليس ذلك فحسب، إنما أيضا كي تكون فاعلة على مستوى مجتمعها والمحيطين بها، فقد تعودت المرأة على السلبية، والاعتماد الكلي على الرجل حتى في أبسط الأمور والغرق في شبر ماء، حيث عرف عنا معشر النساء أننا نقابل الحوادث الصغيرة والكبيرة على حد سواء بتصرفات مثيرة للسخرية كالزعيق والصراخ والهروب حتى من مستصغر الشرر مثل الحشرات! حتى ارتبطت مشاعر الهلع والفزع بكثير من النساء مهما نضجت أعمارهن ومقاماتهن ومهما ارتفع مستوى تعليمهن!.

لذا فإن واجب المرأة التي تود أن تثبت ذاتها، وترغب أن يعترف المجتمع بكيانها، وتحتسب الأجر من خالقها، أن تكون عضوة فاعلة فيه لا مجرد عالة عليه وعبئا ثقيلاً يحمل همها كما يحمل هم الطاعنين في السن والأطفال الصغار الجاهلين.

وقد شنفنا آذاننا وعقولنا بسماع عذب، ومشاركات بناءة من العديد من الأكاديميات، والإعلاميات والمحتسبات، من معظم الشرائح النسائية الاجتماعية والثقافية المشاركة في هذا (الملتقى الأمني النسائي الأول)، مما دعم هذا الموضوع الحياتي المهم من جميع جوانبه التي تهدف إلى ترسيخ مفهومات السلامة العامة لدى المواطنين والمقيمين نساء ورجالاً صغاراً وكباراً على حد سواء.

فقد ناقشت الحاضرات أهمية (السلامية المنزلية) لأنها الأساس، وكيفية الحفاظ عليها ووجوب توفير أدواتها قبل توفير الأثاث والتحسينات، وكذا الحرص على سلامة الأطفال من جميع مناحي الخطر التي تتهددهم وهم في أوج ضعفهم وأمانة في أعناق أهاليهم، وكيفية تدريب من وعى منهم على أهم أساليب السلامة بأسلوب مبسط ميسر.

كما تناولت أوراق العمل النسائية أهم أسباب الحماية الفردية والسلامة الجمعية، وتوفير الثقافة الأمنية للكل، وأهم قواعدها: الذكر والاستعانة بالله تعالى عند الشدائد (والثبات وضبط النفس) والسيطرة على المشاعر والانفعالات كي نستطيع بالتالي السيطرة على الموقف، ووجوب الرضا بالقضاء والقدر.

كما كان من أهم التوصيات إلزام الجميع بمحو الأمية في مجال مفاهيم السلامة، في مقدمتهم (ربات البيوت) وحثهن على الالتحاق بدورات تدريبية في مجالات الدفاع المدني، (وتفعيل الدور النسائي عموماً) في هذا المجال التطوعي، وتكثيف دورات السلامة في منشآتهن التعليمية والعملية، والجمعيات النسائية، والمراكز التجارية.

يليهن (الشباب) الذين يسهمون في جلب المخاطر عن طريق التهور والتحدي، أو التجمعات التطفلية التي تسهم في إعاقة دور الدفاع المدني في حالات الإخلاء أو الإنقاذ، أو التطوع الإنساني المحتسب، فمن أحيا نفسا فهو عند الله كمن أحيا الناس جميعا.

أما على المستوى البعيد فقد ركزت المجتمعات على أهمية وضع استراتيجيات تخطيطية لمواجهة الكوارث - لا قدر الله - وذلك قبل وقوعها، سواء على مستوى الحي أو المدينة أو المنطقة، ووجوب إعلام السكان بها ومشاركتهم فيها.

هذا غيض من فيض المحتسبات والمتطوعات بملتقاهن الأول في يوم الدفاع المدني العالمي والوطني جعله الله تعالى بادرة خير وفأل أمن وإيمان.

حفظ الله أرواحكم وأبدانكم ودينكم وبلادكم من شرور الدنيا والآخرة.



g-al-alshehk@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد