ستمائة وتسعون أسرة سعودية في الخارج تحتاج إلى الدعم والرعاية، موزعة على أربع دول عربية، هي: سورية، مصر، المغرب، والبحرين، هذا ما أعلنه رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر)، في بيان صحافي وزع بمناسبة تدشين المقر الجديد للجمعية في الرياض، وأشار إلى أن هذه الأعداد التي تم حصرها مؤخرا، وجاء حصر الأسر السعودية المحتاجة في ثلاثة بلدان أخرى، هي: اليمن، والهند، والفلبين.
هذه الجمعية الناشئة قامت بجهود جيدة، على الرغم من أنها في بدايتها، والأعداد المذكورة التي حصرت لا تمثل بالتأكيد (10%) من الواقع الفعلي المحزن، والمؤمل من الجمعية الشيء الكبير والكثير، وتلك القضية ليست وليدة هذه السنوات الأخيرة، بل إنها قضية تمتد لعقود طويلة، وقبل أن يفيء الله بالنعم على هذه البلاد، فقد تأسست دار أشبه بدور الأيتام لأبناء الرعايا السعوديين في سورية، على عهد جلالة الملك سعود - رحمه الله - لحل هذه المشكلة، وهي وجود أبناء وبنات سعوديين مع أمهاتهم في الخارج، وتخلى الآباء عنهم، أو أقربائهم إذا توفي الأب.
لقد رأينا وسمعنا عن قصص يشيب لها رأس من هم في سن الشباب عن مآسي وفواجع لآباء وأقرباء انعدموا من الإنسانية، تركوا أعراضهم ولحومهم في الخارج، في أوضاع تثير الشفقة من الغريب وليس القريب، امتهنوا التسول، وتعرضوا للاعتداء البدني والجنسي، حتى يحصلوا على لقمة العيش.
كما أن هناك أسراً سعودية انتقلوا مع أمهاتهم بعد الطلاق، أو الوفاة، ورغبت في العيش في بلدنا الأصلي، وارتضت العيش الضنك، وابتعدوا عن أهلهم ووطنهم تحقيقا لرغبة الأم، على الرغم من أن أحوالهم المعيشية، وأمورهم المادية متردية جدا، وبالتأكيد أن علاج المشكلة أمر مهم جدا، ولكن معالجة الأسباب أهم من ذلك للحد من الظاهرة، وعدم تكرارها وزيادتها، ألا وهي بحث أسباب بقاء العوائل السعودية هناك، ومنها حدوث الطلاق أو الوفاة، وضعف الحالة المادية للزوج أصلا، والسبب الآخر هو انتقال العائلة أولادا وبناتا مع أمهم عقب الوفاة أو الطلاق، ورغبتها في العيش مع أهلها على حساب أبنائها وبناتها، إن لم يكن هناك افتعال للمشكلات بعد انتفاء المصلحة المادية، أو كبر الزوج، أو حالتي الطلاق أو الوفاة، ويمكن علاج هذه الظاهرة بالحد من زواج محدودي الدخل في الخارج، وليس التوسع فيه كما هو حاصل الآن، وكذلك الضغط على المرأة الأجنبية التي حصلت على الجنسية السعودية لزواجها من سعودي بسحب الجنسية في حالة رغبتها نقل معيشتها إلى بلدها الأصلي، لأننا وجدنا مع الأسف ورأينا كثيرا من النساء اللاتي يدعين أنهن سعوديات، وخاصة في البلدان العربية يتسولن بالبطاقة السعودية، و(بالتابعية السعودية).
وليت الأمر يتوقف على التسول، ففي تايلاند وإندونيسيا مثلا هناك من أرغمن على العمل المنزلي، ومن أرغمن على أعمال لا تليق بمن ينتمي إلى هذه البلاد الغالية، وإلى ديننا الحنيف!!
وإذا كانت الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) قد قدمت حتى الآن خمسة ملايين ريال، ما بين مساعدات نقدية وعينية للأسر السبعمائة التي تم حصرها، فإن هناك ما هو أهم من المعونة المادية، ألا وهو محاولة إعادة هذه الأسر إلى الوطن، والضغط عليهم وعلى أسرهم وأقربائهم إن لم تجد المحاولات، لأن بقاء أبناء وبنات سعوديات في الخارج يمتهنون التسول، ويمنعون من التعليم والصحة، ويعيشون بدرجة مهينة، أمر غير مقبول على الإطلاق لأبنائنا وبناتنا، وبلدنا - ولله الحمد - خيره قد عم الجميع في أقاصي الدنيا، ولن تلفظ أبناءها.
alomari1420@yahoo.com