يحظىإلقاء التهم وترويج الشائعات بعناية نوعية من الناس وخاصة عندما يكون الحديث في المجالس عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعضائها، ولقد بيَّن المولى - جل وعلا - في كتابه ما يوضح ذلك بأن أهل الحق لا بد أن يلاقوا ذلك من أهل الأهواء والباطل قال تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) فلم يسلم المولى - جل وعلا - من أذى الكفار والمنافقين، وهكذا المؤمنون أيضاً يؤذيهم الكفار والمنافقون، وكذا أيضاً لما أوذي نبينا - صلى الله عليه وسلم - عندما قال عنه المشركون: هو ساحر، هو كاذب، ورموه بأبشع العبارات، وهكذا كل محتسب يعمل لله يأمر بالخير وينهي عن الشر فلا بد أن يلاقي من أصحاب القلوب المريضة ما يزعجه ويحزن قلبه.
وهناك أسباب لإلقاء التهم وترويج الشائعات وتلقيها فهي تنم عن الجهل ومرض القلوب، والحب لإفشاء الفساد في الأرض، والحرص على كل ما يهدم المجتمع، فالكل يحب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سوى الذين يفسدون ولا يصلحون، ويبغضون أهل الخير ويؤذونهم، ويتكلمون في حقهم، وكل من سار في هذا الطريق لابد أن يجد أمثال هؤلاء القوم فعليه بالصبر والاحتساب، والاستعانة بالله - جل وعلا - لدفع شرورهم، وكبت جماحهم، ورد كيدهم في نحورهم.
وإن من طبيعة النفوس أنه إذا حجزت عن شهواتها ثارت وانتقمت، وهذا أحد مصادر إيذاء رجال الحسبة، والتقول عليهم لكنه طريق المرسلين والمؤمنين الصادقين على مر العصور والأزمان.
وعلى الرغم من ذلك لابد أن يتماسك الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وأن يعلنوا لأصحاب القلوب المريضة أنهم سائرون في هذا الطريق لا يخافون في الله لومة لائم، ولا حقد حاقد، وأنهم متمسكون بالحق عاملون به.
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم