موسكو - سعيد طانيوس
أهابت العديد من الصحف والدوريات الروسية بشخصية قرينة ميدفيديف القوية وقالت انها تملك نفوذاً كبيراً عليه، يفوق حتى ذلك النفوذ الذي كان لراييسا غولاباتشوفا، قرينة الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف ابان تربعه على عرش الكرملين وانتهاجه سياسة البيروسترويكا والغلاسنوست, واشار العديد من وسائل الاعلام الروسية إلى انه من المنتظر ألا تكون السيدة الروسية الأولى الجديدة مجرد ظل لزوجها ميدفيديف، بل ستكون شخصية هامة قائمة بذاتها تنشط وتتحرك كما تشاء في أحيان كثيرة، خاصة وأنها، أي سفيتلانا ميدفيديف، كانت قد مدت نفوذها إلى المجتمع الروسي كونها رئيسة لهيئة المشرفين على مشروع تربوي وطني يهدف إلى إعلاء المستوى الأخلاقي لشباب روسيا، وهو مشروع باركه بطريرك روسيا. وقد قلدها بطريرك روسيا أحد أوسمة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وذكرت صحيفة (ترود) أن سفيتلانا التي ولدت لأبوين عملا في المؤسسة العسكرية برتبة عالية ساعدت زوجها ميدفيديف على ترقي درجات السلم الوظيفي حيث نشطت في إقامة مختلف الاتصالات التي من الممكن أن يستفيد منها زوجها. وقالت ان سفيتلانا تحرص على مواكبة ركب الموضة وتظهر في المناسبات الرسمية واللقاءات الخاصة مرتدية الفساتين الرشيقة المصنوعة حسب آخر صيحات الموضة العالمية.
ويرى كثيرون أن سفيتلانا التي وقع كثيرون من أترابها في حبها حين كانت طالبة في إحدى المدارس الثانوية بمدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا) التي درس فيها ميدفيديف أيضا، تملك نفوذا كبيرا على زوجها. وقيل إن سفيتلانا هي التي أجبرت زوجها حين رشّحه بوتين للانتخابات الرئاسية على أن يحسن قيافته ويعتني بمظهره الخارجي وينقص وزنه ليتناسب مع قامته القصيرة. وأنجبت سفيتلانا من ميدفيديف طفلاً واحداً حتى الآن اسمياه إيليا، ويبلغ ابن دميتري وسفيتلانا اليوم الثانية عشرة من عمره الآن. لكن المفارقة ان ميدفيديف الذي كان مسؤولا عن تحسين الوضع الديموغرافي في البلاد وحض النساء على انجاب المزيد من الاطفال, لم يتمكن من اقناع زوجته بانجاب طفل آخر, على الرغم من قوله أكثر من مرة إنه يرى ضرورة أن تكون العائلة متعددة الأطفال. غير ان ميدفيديف قال وهو يتحدث للصحفيين بصفته مشرفا على المشاريع الوطنية الهادفة إلى زيادة رفاهية المواطنين وتشجيع الإنجاب (إن هذا الموضوع يبقى مفتوحا بالنسبة لي مثل كل إنسان عاقل).
الى ذلك، أعلن ناطق باسم ديوان الرئيس الروسي المنتخب الجديد أن ميدفيديف تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس البيلوروسي الكسندر لوكاشينكو الذي دعاه لزيارة مينسك، وقبل ميدفيديف الدعوة شاكرا. ويبدو ان الزيارة الخارجية الاولى لميدفيديف ستكون الى بيلوروسيا التي تبني معها موسكو دولة وحدودية منذ اكثر من عشر سنوات، لا سيما وان الرئيس الروسي المنتخب وعد بان تكون زيارته الخارجية الاولى إلى احدى دول الاتحاد السوفيتي السابق.
الى ذلك وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم رئاسي غير مسبوق بشأن وضع رئيس الدولة المستقبلي، دميتري ميدفيديف، منحه بموجبه مقرا رئاسيا وموكب مرافقة وحراسة يليق برئيس جديد يستعد لتقلد سدّة الرئاسة خلفا له في مهلة لا تتعدى الشهرين. ووصف بوتين في مرسومه الرئاسي الذي نشر نصه على الموقع الرئاسي على شبكة الانترنب ، ميدفيديف بانه (رئيس منتخب جديد لم يتسلم سدة الرئاسة بعد). ويجب أن يتسلم ميدفيديف سدة الرئاسة الروسية رسميا في السابع من ايار/مايو المقبل.
ولم تعرف روسيا سابقة من هذا القبيل حتى الآن، ولا واقعا إشكاليا يكون فيه الرئيس العامل الى جانب رئيس جديد منتخب كما هو الواقع الراهن، لأن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في روسيا ما بعد الحقبة السوفيتية كانت تؤدي إلى إعادة انتخاب الرئيس العامل على غرار ما جرى مع بوريس يلتسين وبوتين نفسه. أما بالنسبة لعام 2000 الذي انتهت فيه فترة ولاية الرئيس الروسي الاول فإن يلتسين استقال من منصبه كرئيس للدولة قبل الانتخابات وتولى بوتين اختصاصات رئيس الدولة إلى أن تم اختياره رئيسا جديدا للدولة عبر انتخابات عامة.