مكتب «الجزيرة» - رفح - غزة - النقب - من بلال أبو دقة:
شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الخميس غارة جوية على شمال قطاع غزة ليقطع بذلك هدنة ضمنية يطبقها الفلسطينيون والإسرائيليون على الأرض منذ الثامن من آذار- مارس، فيما أعلنت المقاومة الأفغانية عن قصف المستعمرات الإسرائيلية في النقب بالصواريخ محلية الصنع.
وقال جيش الاحتلال إن الغارة جاءت بعد إطلاق حوالي 15 صاروخاً من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، موضحاً أن هذه الصواريخ لم تسفر عن إصابات. وجاء عدوان فجر الخميس على غزة بعد اعتداءات قامت بها القوات الإسرائيلية الخاصة في بيت لحم بالضفة الغربية أسفرت عن مقتل خمسة ناشطين فلسطينيين بينهم قيادي في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقد أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ يوم الخميس رداً على اغتيال النشطاء الخمسة وقالت إن مقاتليها تمكنوا من قصف مغتصبة سيديروت الواقعة شمال شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وموقع زيكيم العسكري ب 15 صاروخاً من طراز قدس على عدة دفعات، كما استهدفت الوحدة المدفعية موقع ناحل عوز الاستيطاني شرقي غزة ب7 قذائف هاون.
واعترفت المصادر الإسرائيلية بسقوط الصواريخ داخل البلدات الإسرائيلية وإلحاق دمار واسع في منازل مدينة سديروت بالإضافة إلى العديد من حالات الهلع والصدمة بين صفوف السكان.
وأكدت سرايا القدس في بياناتها أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد الأولي على اغتيال النشطاء الخمسة يوم الأربعاء وهم: القائد الكبير الشهيد محمد شحادة والشهيد القائد صالح كركور والمقاومين عيسى مرزوق وعماد الكامل وأبرز قادة كتائب الأقصى في الضفة الشهيد أحمد البلبول.
وفي سياق آخر أصدرت محكمة قضائية صورية شكلها أطفال من برلمان الطفل الفلسطيني حكماً بإدانة وزير الحرب الإسرائيلي (أيهود باراك) واعتباره مجرم حرب تسبب بقتل أطفال وذويهم في قطاع غزة والضفة الغربية.
وافتتح القاضي الطفل سيف الدين البسيوني وقائع جلسة محاكمة باراك في قاعة برلمان الطفل الذي يتخذ من مخيم الشابورة برفح جنوب قطاع غزة مقراً له, بقوله: قرر أطفال فلسطين، إحراج العالم الصامت، ومحاكمة (باراك)، على ما اقترفه من جرائم بشعة بحق أطفال الشعب الفلسطيني وبناء عليه ووفقاً لما أقرته منظمات حقوق الإنسان والقرارات الدولية التي تحمي الأطفال، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان،
واتفاقية جنيف الدولية، نحاكم مجرم حرب (باراك) وقف العالم بأجمعه صامتاً عن محاكمته أو حتى أدانته.
وبحسب تقرير صادر عن دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير (حصلت عليه الجزيرة) فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 274 فلسطينياً بينهم 50 طفلاً (منهم رضيعان 20 يوماً و7 شهور)، و18 امرأة منذ بداية العام الحالي، غالبيتهم العظمى في قطاع غزة.
وبالعودة إلى قاعة المحكمة الصورية التي شكلها أطفال فلسطين، طلب القاضي الطفل (سيف الدين البسيوني) من وكيل النيابة (الطفل) عرض لائحة الاتهام الموجة ل(باراك) والتي تضمنت ثلاث تهم، الأولى: التسبب في موت وإعاقة العشرات من أطفال فلسطين، والثانية: التسبب في معاناة الأطفال وفقدانهم لذويهم عبر سياسية القتل جماعي، والثالثة: التسبب في صدمات نفسية للأطفال.
واستمعت محكمة الطفولة الصورية لعدد من الشهادات كان أبرزها شهادة الطفل محمد الذي تسبب الاحتلال له بإعاقة دائمة حيث قال في شهادته: لقد تسبب هذا المجرم ببتر قدماي وإعاقتي للأبد، كما حرمني من أصدقائي عندما كنا نلعب حين استهدفنا صاروخ إسرائيلي أدى إلى استشهادهم والتسبب بإعاقتي، وبناءً عليه
أطالب المجتمع الدولي بمحاكمته وإيقاع أقصي العقوبة عليه.
أما الطفل (محمود) الذي لعب دور محامي الدفاع عن (باراك) فقد أعلن عن انسحابه من مرافعته عن (باراك) بعد السماع لشهادة الشهود حيث قال: إن مهنة المحاماة مهنة طاهرة وجدت لتدافع عن حقوق الإنسان لا عن مرتكبي الجرائم بحق الإنسان، وبناءً عليه فإنني أنسحب من المرافعة عن هذا المجرم، وللمحكمة تنفيذ العقوبات التي تراها مناسبة بحقه بما يعيد للفلسطينيين أصحاب الحق كافة حقوقهم المسلوبة.