موسكو - واشنطن - سعيد طانيوس
أُعلن في ختام محادثات رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في واشنطن، عن تأجيل نصب صواريخ اعتراضية أميركية تابعة لمنظومة الدرع الصاروخي المقترض به حماية أميركا وأوروبا من صواريخ تطلقها دول تسميها واشنطن (مارقة) مثل إيران، في الأراضي البولندية إلى أجل غير مسمى.
وقال رئيس الوزراء البولندي في مؤتمر صحفي إن محادثاته في العاصمة الأميركية جرت في جو ودي، ولكنه ذكر أن بولندا تشترط للموافقة على تجهيز (الموقع الثالث) لمنظومة الدرع الصاروخي الأميركي الحصول من الولايات المتحدة على التمويل اللازم لتحديث القوات المسلحة البولندية.
وحسب تقديرات بعض الخبراء فإن بولندا تحتاج إلى 20 مليار دولار لإكساب جيشها قدرة على درء خطر أكبر من الممكن أن يخيم على هذا البلد في حال نصب الصواريخ الاعتراضية الأميركية في أراضيه.ووجد الصحفيون البولنديون الرئيس الأمريكي جورج بوش مرتبكاً بعد محادثاته مع الضيف البولندي. إلا أنه عبر عن أمله في أن يتوصل الجانبان الأميركي والبولندي إلى اتفاق قبل نهاية مدة ولايته.
وكان دونالد توسك قد أجرى محادثات في العاصمة الروسية، حيث أكد له الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا تعارض بحزم نصب صواريخ أميركية قرب حدودها.
ويرى الكثير من المحللين أن الحكومة البولندية لم تحدد موقفها من مشروع الدرع الصاروخي الأميركي بشكل كامل وواضح ليس بسبب المعارضة الروسية له بل بسبب عدم وفاء واشنطن بالتزاماتها تجاهها، فبولندا لم تحصل على أية مزايا تفضيلية من الولايات المتحدة رغم أنها كانت إحدى الدول الأولى التي وقفت مع واشنطن في حربها ضد العراق وشاركت في الجهود المبذولة لاستتباب الأمن في أفغانستان.