نحن جيل فتّح عينيه في هذه الدنيا فرأى حوله كوكبة من الأدباء المبدعين نجوماً ساطعة تزين سماء الوطن، وتضيئه فكرا وثقافة ونبوغا، فكان لهم الأثر الكبير في تكويننا الثقافي والأدبي نوعا وكما. كان في طليعة هؤلاء الرواد أستاذنا الشاعر الملهم والأديب المبدع والمؤرخ القدير الأستاذ عبد الله بن الشيخ علي الجشي (أبو قطيف) الذي أفنى حياته منشداً للحب والأرض والإنسان كما عبر عن ذلك في ديوانه الذي أطلق عليه هذا الاسم، لذلك ما برحت رائيته الخالدة «يا قادة الجيل الجديد» تأخذ بألبابنا وتلهب أحاسيسنا بمطلعها الجميل الأخاذ: |
هذي بلادي وهي ماض عامر |
مجداً وآتٍ بالمشيئة أعمر |
ألقى عصاه على فسيح جنانها |
وعلى الجزائر علم متحضر |
وكذلك قصيدته الرائعة الأخرى: |
سلام على هضبات الحجاز |
تشمخ كالأنسر الطائرة |
ونجد وأرامها والصبا |
وعزة أمجادها الغابرة |
سلام على سعفات القطيف |
وشطآنها الحلوة الزاهرة |
وجنات أحبابنا بالهفوف |
ونيران ظهراننا الهادرة |
ما زالت هذه القصائد وأمثالها توقد فينا تلك المشاعر الجميلة البريئة الطاهرة النقية لهذا الوطن الكبير من البحر إلى البحر بكل موجوداته ومكوِّناته. حقيقة لو كان هذا الإنجاز فقط لهذا العملاق لكان كفى فما بالك بإنجازاته في أكثر من مجال واتجاه على صعيد الشعر والأدب والتاريخ والعمل الإداري في تأسيس بعض إدارات الدولة. |
رحمك الله يا (أبا اليمامة والقطيف ويثرب) وغسل ما تقدم من ذنبك بماء المغفرة والرضوان وجعل الجنة مآلك ومثواك، وعزائي الخالص لكل محبيك في هذا الوطن الكبير الذي أحببته وأحبك بكل تقدير إخلاص. |
المهندس نبيه بن عبد المحسن البراهيم |
نائب رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف |
القطيف |
|