Al Jazirah NewsPaper Friday  14/03/2008 G Issue 12951
الجمعة 06 ربيع الأول 1429   العدد  12951

سيرة علمية حافلة لراحل عزيز
عبد الله بن حمد الحقيل

 

بالأمس غيب الموت الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل ورحل كما رحل السابقون؛ {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(26)وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } الرحمن). هذه هي الحقيقة الوجودية التي لا مراء فيها بين الناس، والشيخ من أولئك العلماء الأدباء؛ حيث إن مؤلفاته تشهد له بالعلم والأدب. قال عنه الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - إنه شيخ الأدباء وأديب الشيوخ، وقال عنه ذلك الشيخ عبدالله بن خميس ود. محمد خفاجي وغيرهم. وهو من رجال القضاء؛ حيث أمضى في ذلك أكثر من ثلاثين عاماً، فقد تولى القضاء في كل من الخرمة، وضرماء، والمزاحمية، والأحساء، والخرج. وقد كان بيننا ملء السمع والبصر مودة ومحبة وثقافة وعلماً وتاريخاً، ويتميز بكثرة الرواية في مختلف جوانب المعرفة والشعر والفقه والأدب، ولقد بدأت مسيرته العلمية بمسقط رأسه المجمعة؛ حيث تلقى تعليمه آنذاك على يد علماء أجلاء كفضيلة الشيخ عبدالله العنقري وفضيلة الشيخ عبدالله بن حميد - رحمهما الله تعالى - ولقد اهتم بدراسة وقراءة التراث العربي وحفظ الكثير من قصائد عيون الشعر العربي، وكانت لديه ملكة في قول الشعر وإنشاده فصقلت قراءته الشعرية وحافظته العجيبة التي استمرت معه. ولقد صدرت له عدة مؤلفات، منها: كنز الأنساب ومجمع الآداب، وقد طبع للمرة الخامسة عشرة وفي كل طبعة يضيف إليها استدراكاً للطبعات السابقة، وكذلك كتاب عبدالعزيز في التاريخ، وقد طبع أربع طبعات تحدث فيه عن كفاح الملك عبدالعزيز - رحمه الله- في توحيد هذه البلاد، وقد أوضح في هذا الكتاب الدور الكبير الذي قام به الملك عبدالعزيز في صنع تاريخ هذه البلاد وتأسيس المملكة العربية السعودية، وتحدث فيه عن جوانب شخصيته وجهاده وعنايته بالتعليم، كما أورد الكثير من القصائد والأشعار التي دونت في وصف بطولة الملك عبدالعزيز- رحمه الله.

وصدر له كتاب (صيد القلم) وكذا كتاب (الوحشيات والأوابد) جمع فيه جمهرة ضخمة من أشعار العرب في الجاهلية والإسلام وينسبها لقائلها. وكتاب (زهر الأدب) وغيرها، وهناك عدد من المخطوطات لقد بذل وقته للعلم والأدب والبحث وفتح قلبه ومنزله لمحبي العلم والثقافة والأدب الذين يلتقون في منزله كل يوم خميس وأخيراً نتذكر قول القائل:

والموت نقَّاد على كفه

جواهر يختار منها الجياد

وقول الآخر:

هو الموت ما منه ملاذ ومهرب

إذا حط ذا من نعشه ذاك يركب

وقيل:

ولكل حي موعد يمشي له

فإذا أتى خضعت له الأقدار

وقول الآخر:

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه

يحور رماداً بعد إذ هو ساطع

رحم الله أبا عبدالكريم وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد