إن لمعارض الكتاب التي تُقام بين الفينة والأخرى دورا كبيرا في تطور الفكر وإثراء العقل البشري بمختلف الفنون والعلوم؛ فهو يجمع الكتب على اختلاف أمصار كُتابها تحت سقفٍ واحد فيوفر على الفرد الجهد والوقت فيُريحه من عناء البحث، كما أن هذه المعارض قد صنفت الكتب تصنيفاً رائعاً فكل المؤلفات التي تنضوي تحت موضوع واحد جعلوا لها ركناً لا يبيع سواها فيعرض قديمها وحديثها والنادر منها، ومع اقتراب موعد معرض الكتاب الذي سوف يُقام في العاصمة الرياض في الأيام القليلة المقبلة فيعتري الكثير من الأسر هاجس يؤرقهم ويقض مضجعهم ألا وهو هاجس تلك المؤلفات التي تحمل مخالفات عقائدية أو مخالفات للأعراف الاجتماعية والمبادئ والأخلاق التي قد نشأت عليها تلك الأسر، وتخوفهم يكمن في أن العدد الهائل للكتب المعرضة يسهل تسرب بعض الكتب الممنوعة من النشر فيستغل أصحابها هذا الزخم في عدد المؤلفات وعدد المنشورات ليدسوا بعض السموم في العسل، فمع حسن التنظيم الذي شهده معرض الكتاب الماضي إلا أنه تم بيع عدد من الكتب السماوية المحرفة، وكذلك قد بيع عدد من الروايات التي كانت ممنوعة من النشر بسبب خدشها للحياء وتكشفها المفرط في الطرح والوصف، فتأمُل الكثير من الأسر تكثيف الرقابة على دور النشر وما سوف يقومون بنشره وأن تفرض عقوبات محددة على من يخالف أسس النشر في المملكة فتكون هذه العقوبات إما غرامات مالية أو أن تحرم دار النشر من المشاركة بمنشوراتها في المعارض القادمة لكي تكون هذه المعارض أكثر أمناً فتصبح نبعاً صافياً ينهل منه جميع أفراد المجتمع.
y.albhijan@hotmail.com