النقد إما أن يكون عن علم أو يكون عن غرض.. ويمكن أن يكون عميقاً أو يكون سطحياً.. ويمكن أن يكون نتيجة انطباع أو يكون نتيجة بحث ودراية.
2. النقد يمكن أن يكون جارحاً أو قاتلاً أو مدمراً.. ويمكن أن يكون محفزاً منبهاً معلماً.
3. يقولون إن الناقد هو في الأصل مبدع فاشل أو مبدع ضعيف.. ومن ما قيل عن الناقد أنه الشخص الذي يعرف الطريق ولكنه لا يحسن القيادة.
4. النقد يمكن أن يكون اكتشافاً أو قراءة عميقة تتجاوز المعنى المباشر إلى المعنى المختبئ بين السطور.. حتى أن شاعراً عملاقاً مثل المتنبي أثنى على ابن جني وقال قولة احتفظ بها التاريخ كأعظم شهادة لناقد: (ابن جني أعرف بشعري مني).
5. النقد يمكن أن يكون انطباعاً مبنياً على مشاعر وأحاسيس ليس لها علاقة بالموضوع المنقود بل بالشخص المبدع.. فيصبح حينئذ إما ذماً وقدحاً ظاهر العداء.. أو مدح وثناءً ظاهر الانحياز.
6. النقد في اللغة معرفة جيد الكلام والأعمال من رديئة.. وذكر محاسنه وعيوبه.. والنقد الأدبي هو محاولة منضبطة يشترك فيها ذوق الناقد وفكره للكشف عن مواطن القبح والجمال ومواطن القوة والضعف في الأعمال الأدبية معللاً ما يقول ومحاولاً أن يثير في نفوسنا شعوراً بأن ما يقوله صحيح.. وهو أقصى ما يطمح إليه الناقد.. ولذلك لا يوجد نقد أدبي صائب وآخر خاطئ وإنما يوجد نقد أدبي أكثر قدرة على تأويل العمل الفني وتفسيره من غيره.
7. اختلاف مناهج النقد معناه اختلاف وجهات النظر.. والذوق هو المرجع الأول في الحكم على الآداب والفنون لأنه أقرب الموازين والمقاييس إلى طبيعتها.
8. يقول الدكتور طه حسين بطوباوية عالية عن النقد والناقد: النقد منهج فلسفي ولابد أن يتجرد الناقد من كل شيء وأن يستقبل النص المطلوب نقده وهو خالي الذهن مما سمعه عن هذا النص من قبل.. وأن يخلي نفسه من القومية ومن الديانة ومن انحيازه إلى لغة أو طائفة معينة.
9. أما رأي محمود درويش في النقاد فقد قاله في قصيدة:
يغتالني النقاد أحياناً يريدون القصيدة ذاتها والاستعارة ذاتها
فإذا مشيت على طريق جانبي شارداً قالوا: لقد خان الطريق
وإن عثرت على بلاغة عشبة.. قالوا: تخلى عن عناد السنديان
وإن رأيت الورد أصفر في الربيع.. تساءلوا: أين الدم الوطني في أوراقه؟!