الثقافية - منى العصيمي
لا أعرف سبباً لبلادة قلمي سوى أن للشعر هالة عصية على اللمس وسلطاناً يفوق الوصف فقد كانت سويعات عميقة ثرية بالإحساس تلك التي استجمع فيها مدير الجلسة الدكتور إبراهيم التركي إبداعه ليستقطب انتباهنا ولتحط كلماته طيوراً مرفرفة في أذهاننا تحرك الإعجاب وتنشر الجمال وتمني اللحظات القادمة بشيء أجمل، وحقاً كان إذ أخذتنا دوزنات ماسترو الكلمة الدكتور إبراهيم كما وصفه عبدالرحمن الشبيلي لترهف أسماعنا صوب ضيف الجلسة العملاق سليمان العيسى الذي تبارت حوله الكلمات فلم تبقِ وصفاً لم تطرقه لنكتشف أننا بحضرة رمز اختار الطفولة نافذة يطل بها على الأمل ليظل به رمق صبر وحياة وينعشنا بمزيد من إحساس ومزيد من قصائد، لذا لم يكن غريباً أن يبتدئ حديثه عن الطفل سليمان العيسى وينهي جلسته تقريباً بشيء يخص الطفل داخل سليمان العيسى وداخلنا نحن حين استفاق الطفل الغارق في نومه فجأة داخلنا جميعاً على لحظات جميلة نردد فيها خلف شاعرنا إنشودة صقلت وعينا بالجمال والأشياء منذ نعومة أحلامنا، شاعرنا رحل بنا عبر العصور حدثنا عن شعرائه المميزين وعن وطنهم جزيرتنا العربية تنقَّل بنا بين امرؤ القيس وزهير وهريرة والآخرون رحلت بنا كلماته لكن عادت بنا أنظارنا حيث قسمات وجهه الطاعن وضياء أحلامه المنبعث باتجاه الطفل.