Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948

الشاعر الجشي

 

لا شك أننا بفَقْد الشاعر الكبير عبدالله الجشي يكون الوطن قد خسر شخصية مهمة من شخصيات الأدب السعودي بل الأدب العربي؛ لما للفقيد من أثر وتأثير في الشعر العربي الحديث والعراقي منه خاصة؛ حيث أقام هناك زهاء ربع قرن من الزمان مع أساطين الأدب والشعر.

الأديب الجشي كرَّمه خادم الحرمين الشريفين في جنادرية 2005، كما كرمه أهله في القطيف 2001, وأخيراً اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة 2006، وقد طبعت مجموعته الشعرية بحلة فاخرة زاهية.

يمكن القول إن الأستاذ الجشي - رحمه الله - يشكل أنموذجاً للعطاء القطيفي لوطننا الكبير.

الجشي الذي أحب مسقط رأسه كان أول مَن سمى باسمه ولداً، فكان قطيف بن عبدالله؛ ليعلن الحب بطريقته الخاصة، كما أنه أول مَن سمى من القطيف يمامة، فكانت يمامة عبدالله إعلاناً آخر عن انتماء الرجل لوطنه الذي عشقه أيما عشق.. عكس مشاعره الوطنية الجياشة بالحب, ولو رُزق بثالث لكان ثقيفاً نسبة للطائف وابنة طيبة نسبة للمدينة كما نقل عنه الأستاذ محمد رضي الشماسي في مجلة الواحة العدد 36 من سنة 2005، وصحيفة الشرق الوسط 20 فبراير 2005م.

لذلك لم يكن جزافاً أن يُدعى بشاعر الوطن والإنسان.

القطيف التي قدمت ولا تزال الكثير من أبنائها ليساهموا في بناء هذا الوطن ورفعته لا تزال ناجبة وخصبة، تنجب الأدباء والشعراء والمثقفين والكفاءات المعطاءة للوطن وللأمة.

الجشي الذي يعرفه أكثر الناس شاعراً وأديباً يجهلون دوره الريادي الكبير في العقود المنصرمة. هذا الجانب المجهول والغامض تارة هو من الأهمية بمكان أن يُقرأ من جديد؛ فقد كانت مساهماته وبصماته واضحة في تشكيل نظام العمل والعمال حين تأسست الوزارة، وكان يومها من أوائل أهل القطيف الراحلين إلى الرياض وأصغرهم سناً.

أما دوره في قضايا الأمة فقد يتضح من شعره في قضايا مختلفة، منها كما في ديوانه المطبوع عن فلسطين والبوسنة والهرسك والعراق، وفيه نزعات ومواقف سياسية.

حنينه للوطن يوم كان في الغربة يعكس مشاعره الوطنية الجياشة، نأخذ منه هنا نموذجاً؛ إذ يتغنى قائلاً:

سلام على هضبات (الحجاز)

تشمغ كالأنسر الطائرة

و(نجد) وآرامها والصبا

وعزة أمجادها الغابرة

سلام على سعفات (القطيف)

وشطآنها الحلوة الزاهرة

وجنات أحبابنا (بالهفوف)

ونيران (ظهراننا) الهادرة

أحمد النمر


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد