Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948
الطبعة الثانية من مفارق العتمة في معرض الكتاب

الثقافية - محمد بن عبدالعزيز اليحيا

صدرت عن دار الكفاح مؤخراً الطبعة الثانية من رواية (مفارق العتمة) للروائي محمد المزيني، وهي الرواية الأولى التي كانت قد صدرت في طبعتها الأولى عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر اللبنانية عام 2004م، وقد حظيت هذه الرواية باهتمام المتابعين لحركة المشهد السردي السعودي بوصفها رواية المكان الذي يتنامى عبر الزمن من خلال شخوصه ويدون للحكايات خصوصيتها النجدية، كان للغة الشعرية الخاصة بالمزيني حضورها المهم ما أعطى هذه الرواية النكهة الفريدة ووضعها في الحيز اللائق بها، فلا غرو أن تلفت أيضاً عناية الباحثين الأكاديميين ليقع عليها الاختيار بين كم كبير من الروايات السعودية لتقدم في أطروحة علمية لنيل درجة الماجستير للمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس، بعنوان (مفارق العتمة، صور أدبية لنجد ومجتمعه عبر الزمن): ويقول الباحث الفرنسي في ملخص بحثه عن مفارق العتمة: (مكّنتنا الدراسة هذه من فتح مناظر اجتماعية لوحدة الحيز من خلال هذه الرواية. قد حددنا البنية التحتية التي تسيطر عليها، أطاحنا التحليل أن نكتشف التقاسيم التي تثير عليها نوعياً وعددياً. تمثلها الصور للوجوه المختلفة والشخصيات التي تحتل الأماكن وطبيعة هذه الفضاء. أولاً تؤدي الاستطرادات المقتحمة في شبكة السرد تشخيص الراوي والمكان بطريقة جليلة. لعلاقتهما المتينة يكتسب الراوي أولوية ليسرد علينا القصة البطولية التي توحي إلى نشأة الرياض. في هذا الإطار المشحون بمفاهيم خاصة للنجد، يفصح بهوية مجتمعه المهدد وهو يقبع في داخله من خلال أنشودة شعرية عميقة، مسترجعاً ذكريات المدة التي تطورت فيها المدينة يقدم لنا تمثيل الصراع ضد العناصر الطبيعية ليتكون هذا المنزل الاجتماعي والثقافي قطباً مدنياً بارزاً في وسط بحر رمال، يلفت انتباهنا إلى الفرد وتبنيه الشخصي والصراعات القادمة مع سراديب الحداثة. إنه يأتي عبر هذا الأدب تاريخ ثاني بالقوة، وأنه تمرد على مشروع حداثة يستر الإنسان عن واقعه الطبيعي).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد