كتب - محمد بن عبدالعزيز الفيصل
يوم الأحد الماضي الأول غرة ربيع الأول للعام 1429هـ، غيب الموت الشيخ والأديب حمد بن إبراهيم الحقيل، الرجل الذي تتزاحم الألقاب لتتصدر اسمه (الأديب، النسابة، المؤرخ، المحقق ...)، الرجل الذي عمل بصمت فهجر الأضواء وأعرض عنها ولم يزل على هذه الطريقة والنهج حتى توفي رحمه الله رحمة واسعة.
ولد الشيخ حمد بن إبراهيم بن عبدالله الحقيل في المجمعة بسدير عام 1338هـ، فتربى في كنف والده الشيخ إبراهيم الذي أدرك في وقت مبكر مدى أهمية العلم فحرص على تعليمه وتثقيفه وتربيته إلى أن نشأ رجلاً صالحاً، فطلب العلم على عدد من المشائخ والعلماء في مختلف مناطق المملكة، وعين إماماً لقصر الحكومة بالمجمعة عام 1353هـ، عين بعد ذلك قاضياً بمحكمة الأحساء والدمام وضرما والمزاحمية، ثم عين رئيساً لمحكمة الخرج حتى تقاعد عن العمل الحكومي ليتفرغ للعلم والأدب عام 1388هـ.
افتتح صالونه الأدبي عام 1388هـ، بمنزله شرق شارع الملك فيصل شمال المربع بالرياض، وكان يرتاده الكثير من العلماء والأدباء والمشايخ، ولما انتقل إلى منزله الجديد اقتصر المنتدى على يومي الأربعاء والخميس صباحاً.
توفي الأديب والنسابة حمد الحقيل ليخلف وراءه كوكبة من المؤلفات النيرة ومن أشهرها:
زهر الآداب في في أنساب وأخبار العرب، كنز الأنساب ومجمع الآداب، صيدالقلم للشوارد والحكم، نسيم الصبا في أشعار الأدباء ,ة شفاء المرام في القضايا والأحكام، مذكرات قاضي، عباقرة من الجزيرة العربية، شفاء الأمراض من مقراض الأعراض، عبدالعزيز في التاريخ، الوحشيات والأوابد.
وكانت الجزيرة قبل أشهر إلتقت الشيخ حمد الحقيل على صفحتها الأسبوعية الثقافية (مسيرة) على مدى حلقتين نشرت الحلقة الأولى يوم الثلاثاء 11-11-2007م، والحلقة الثانية يوم الثلاثاء 20-11-2007م، تحدث خلالهما عن بداياته وحياته ونشأته وعن آرائه في الكثير من القضايا المعاصرة وعن رفقاء دربه وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز التويجري -رحمه الله-.
كما فقد الوطن الشاعر والأديب عبدالله بن علي الجشي، الذي يعدُ رائداً من رواد الحركة الأدبية الحديثة بالمملكة العربية السعودية.
الشاعر الكبير المبدع الذي سطّر بقصائده الرائعة أجمل ما يمكن من الشعر.
ولد الشاعر عبدالله الجشي بالقطيف عام 1344هـ وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيبها وطلب العلم على علمائها.
بعد ذلك انتقل إلى العراق حيث واصل مسيرته العلمية وتطور مستواه فأصبح ينشر قصائده بالصحف العراقية وبعد مرور أربعة عشر عاماً عاد إلى مسقط رأسه القطيف فأسهم في دعم الحركة الأدبية والثقافية هناك، ومما شغله من الأعمال أنه كان المشرف على التعليم في شركة أرامكو بالظهران، وله صلة بعدد من المثقفين والأدباء على مستوى المملكة مثل الأديب حمد الجاسر - رحمه الله - . ومن دواوينه (الحب للأرض والإنسان)، (قطرة وضوء). وقد كرمته جريدة الجزيرة عندما أصدرت عنه ملحقاً خاصاً بالمجلة الثقافية بتاريخ 21-2-2005م.