Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/03/2008 G Issue 12945
السبت 30 صفر 1429   العدد  12945
مع تخبطات النسخة الثانية:
شاعر المليون ما بين التعسف والتلاعب والمسرحية الهزلية

شاعر المليون.. برنامج جماهيري.. أقام الدنيا ولم يقعدها.. أثار الدهشة وحبس الأنفاس ولفت الأنظار.. اجتاح إعصاره بحر الشعر الهادئ وأيقظ ساحته النائمة وبعثر الأوراق والأسماء المرتبة.. ليصحو العالم العربي على ضجيج هائل.. رافقته هالة من النور الإعلامي المبهر.. انبثق من لؤلؤة بقلب الخليج العربي هي الإمارات الحبيبة حيث أصبحت أبو ظبي تلك المدينة الحالمة (عروس الشعر) وبدأت أول فصول (مسرحية الشعر) من على (مسرح شاطئ الراحة) الذي أصبح على الأفواه وأصبحت سيرة (شاعر المليون) حديث المجالس وهم الناس وقضية العصر.

صاحب الفكرة

بغض النظر عن كون البرنامج يهدف إلى الكسب المادي من خلال العزف على وتر القبيلة واستغلال مشاعر العامة لاستمالة قلوبهم وجلب ما في جيوبهم. وبغض النظر عن كون الفكرة مزيجا من برنامج (ستار أكاديمي) وبرنامج من سيربح المليون).وبغض النظر هل صاحب الفكرة الأول هو الشاعر راشد بن جعيثين حسب تصريحه الصحفي أم الإعلامية وصاحبة شركة (براميديا) التي تشرف على البرنامج (نشوة الرويني) تبقى الحقيقة التي لا ينكرها عاقل، ولا يشك بها إلا جاحد، أن سر نجاح البرنامج والفكرة هو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي رفع لواء الشعر وأطلق عقال المنافسة وأشعل روح التحدي على طريقة (سوق عكاظ) وقد حقق البرنامج بفضل إشرافه ودعمه هذه القاعدة الجماهيرية العريضة وخرج من عباءته نجوم شعر وحاول مجاراته آخرون.. بقيت محاولاتهم مجرد اجتهادات لا تعدو كونها برامج مقلدة.

بدابة الانحدار.. من القمة

لا شك أنه عند كل قمة.. هناك هاوية كما أن البقاء في القمة أصعب من الوصول لها، وهذا ما حصل بالفعل في النسخة الثانية من (شاعر المليون) ومن أول انحداره استبعاده لعدد من الشعراء المميزين لعل من أبرزهم على سبيل الذكر لا الحصر الشعراء (عيد سمير - مدغم أبو شيبة - حجرف العصيمي - محمد الدحيمي.. وغيرهم).

ولعلها من الحقائق الموجعة وتدخل اللجنة في دائرة الشك والاتهام بالرغم من الثقة التي أعطاها لهم المسؤولون والقائمون على المسابقة، ولم يخطر ببالهم أن هناك من تلاعب بهذه الثقة في ظل العلاقات الشخصية والمصالح المشتركة مما أثار الكثير من الأسئلة وعلامات التعجب حول الرؤية الضبابية لمرحلة المئة ومرحلة الثماني والأربعين، وما هي الآلية التي بني عليها الترشيح ولعل ما يؤكد الاتهامات ويجعل الكرة في مرمى اللجنة الحقائق التالية:

1- حسب تصريح المسؤولين عن المسابقة أن عدد المتقدمين وصل إلى 12000 مشارك فهل من المنطق أن يتم فرزهم خلال هذه الفترة القصيرة، وإذا صدقنا جدلا هذا الادعاء لماذا لم يتم عرض المشاركين الذين أجازتهم اللجنة في المرحلة الأولى بدلا من تلك اللقطات الممزقة التي صاحبتها الموسيقى التصويرية الحزينة في لقطات تثير العطف والشفقة لأولئك المستبعدين في الوقت الذي يتم فيه تكرار الحلقات السابقة بأسلوب ممل وطريقة بائسة.

2- لقد حالف عدم التوفيق النسخة الثانية منذ حلقة البداية التي استشهد فيها الشاعر عبدالرحمن الشمري بآية كريمة أمام دهشة واستهجان الجميع على هذا الاستشهاد غير اللائق، وقد تكون محاولة يائسة لإسكات الأصوات الأخرى وإخفاء العيوب والتجاوزات ومن باب ذر الرماد في العيون.

3- اقتراح فكرة الاستبعاد المباشر (الطرد) اقتراح في غير محله وقرار جائر حيث أساء للشعراء المشاركين بطريقة قاسية وغير مسبوقة وفضح تحيز اللجنة، ولا يستغرب مثل هذا القرار حيث يضاف إلى القرارات التعسفية السابقة التي أقلها طرد الشاعر (علي اليامي) من أمام اللجنة من قبل المحقق بدر صفوق وعرض هذا المشهد غير المؤدب.

4- من أكثر الأدلة على عدم الشفافية وإمعانا في التعتيم والضبابية أن الدرجة التي تمنح للشاعر تكون جماعية؟!! فلماذا لا يحدد كل عضو الدرجة التي منحها للشاعر؟!!!

الأحداث المثيرة

في الحلقة الأخيرة

لقد كانت الحلقة الأخيرة في المرحلة الأولى.. صورة قاتمة في مسيرة شاعر المليون وقرارات أبعد ما تكون عن الصواب والعدل والمصداقية حيث كان ضحيتها ثلاثة شعراء سعوديون بارزون عرفهم الجميع قبل شاعر المليون وهم (لهاب الوسيدي وهلال المطيري ومحمد الحويماني) حيث تم (طرد) الأول بطريقة تعسفية وإساءة مقصودة ولم يشفع له تاريخه الشعري ولا نجوميته ولا جماهيريته وفي نفس الوقت تم وضع النجمين الآخرين تحت رحمة التصويت أملا في تحقيق أكبر مكسب مادي وفي مسرحية هزيلة تأهل الشاعر المبدع هلال (بشق الأنفس)؟!!في حين أبعد الشاعر الخلوق والرائع محمد الحويماني بحجة التصويت ليلحق بصاحبه السعودي الآخر وليصبح شعراء السعودية الثلاثة في وضع لا يحسدون عليه وأقولها بكل ألم وحزن ما هكذا تورد الإبل يا لجنة شاعر المليون، ولكن يبقى الأمل براعي الفكرة ومن هو وراء هذا العمل لإعادة البرنامج إلى جادة الصواب.

ولكم صادق الود.

رشيد الفريدي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد