كتب- عبد الكريم الجاسر
توج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فريق الهلال بطلاً لكأس سمو ولي العهد بفوزه على الاتفاق بهدفين نظيفين سجلا بواسطة ياسر القحطاني (د6)، وطارق التايب ضربة جزاء (د35) بعد مباراة كبيرة قدمها الفريقان خصوصاً الهلال المتوج باللقب.
حضر الهلال زعيم الكرة السعودية.. حضر بالبطولة السادسة والأربعين عبر شباك الاتفاق.. حضر بطلاً لكأس سمو ولي العهد بهدفين مقابل لا شيء للفريق الاتفاقي.. ليلة زرقاء زف معها الهلاليون فريقهم بطلاً متوجاً لأولى بطولات هذا الموسم.
هدفان هلاليان وأداء احترافي رائع كسب به الزعيم أغلى البطولات.. حسمها الهلاليون مبكراً ومنذ الدقيقة السادسة بهدف القناص ياسر القحطاني الرائع.. لم يتح الهلاليون للاتفاق تقديم أي شيء في المباراة، سيطرة هلالية مطلقة منذ البداية وحتى النهاية.. حيث حول الهلاليون الاتفاق لكومبارس في اللقاء الكبير.. لم يسمح لاعبو الهلال للاتفاق بأي وجود يذكر في اللقاء.. هدف في الدقيقة السادسة ثم آخر في الدقيقة 35 عبر ضربة جزاء نفذها البرنس هدفاً ثانياً.. البطولة الأولى للنجم الليبي الكبير طبع بصمته عليها فكان نجماً كباقي زملائه الذين تبادلوا الأدوار والنجومية والأداء الرائع.
نهائي هلالي خالص أهداف رائعة.. أداء كبير.. تواجد مبهر.. حضور حقيقي للزعيم بإمكاناته الحقيقية.. هكذا هو الهلال حين يتم تحضيره بالشكل الصحيح والجيد يكون في الموعد وفي القمة المكان الحقيقي للزعيم.. بالأمس كان نجوم الأزرق في أفضل حالاتهم.. جماعية.. روح عالية.. أداء مدروس وكرة حديثة أمتع بها الزعيم خصومه قبل جماهيره.
بطولة غالية نجح الزعيم في تحقيقها مجدداً علاقاته مع البطولات والإنجازات والإبداع والتألق.. بطولة مختلفة بخصوصية وتميز هلاليين.. حين يفوز الزعيم لا يكتفي بالفوز فقط.. إنما يظهر كبيراً ويسطع عالياً ليؤكد للملأ أن الزعيم لا يغيب مهما كانت الظروف يظل الزعيم كبيراً وبطلاً مهما تعدد المنافسون..
أسماء جديدة ونجوم مختلفة لكن الهلال هو الهلال.. تذهب أجيال وتحضر أجيال والزعيم يواصل الإنجاز والإبداع..
المباراة جاءت مثالية.. جعلها الهلاليون مسرحاً للتألق ومصالحة جماهيرهم بالأداء الكبير الذي قدموه.. تفوق أزرق اكتسح الملعب وأشعر المتابعين أنه لا وجود سوى للأزرق رغم قوة الاتفاق وخطورته التي اختفت أمام الزعيم.. فلم يكن للاتفاق ما يستحق الذكر سوى إكمال المباراة والقبول بالأمر الواقع.. وضع الهلاليون كل شيء في جيوبهم منذ الدقيقة السادسة في المباراة.. ولم يسمحوا لأي توقعات أن تفرض نفسها في اللقاء وسط التفوق الكامل لهم وسط الميدان.. شوط هجومي أول حسم بهدفين.. وآخر للتفوق والمحافظة على النتيجة مع إهدار العديد من الأهداف.. ليعلن الحكم الألماني نهاية المباراة زرقاء كاملة وبهدفين وأداء رائع وتفوق كامل أضاف البطولة السادسة والأربعين للخزينة الزرقاء.
بدأ الهلال اللقاء بتشكيل ركز فيه السيد اولاريو على خط الوسط.. حيث لعب بخمسة لاعبين معتمداً طريقة 4 - 2 -3-1 بوجود الدعيع في المرمى وأمامه الرباعي العنقري، تفاريس، المرشد، والخثران.. وفي المحور عزيز والغامدي وأمامه الثلاثي الفريدي، في اليمين والتايب خلف ياسر والشلهوب في اليسار مع حرية تامة للاعبين في تبادل المراكز واللعب في المساحات الشاغرة حسب سير اللعب..
بينما لعب البرتقالي توني بطريقته المعتادة 4 - 4 -2 بوجود السلمان في المرمى وأمامه الرباعي الرهيب، سياف والجمعان والسعيد.. وفي الوسط لعب بيريز في المحور وبجواره علي الشهراني، وفي اليسار صلاح الدين عقال والمغنم في اليمين.. وفي المقدمة بشير وباجو وبدأ الهلال اللعب مهاجماً بالضغط على الاتفاق في ملعبه وبشكل مكثف وذلك بتقدم العنقري في اليمين والخثران في اليسار مع صناعة اللعب في الوسط عبر تبادل الكرات بدقة بين لاعبي الوسط الهجومي خصوصاً وهم الذين يتفوقون كثيراً في صناعة اللعب وتنويع الهجمات.. وركز الهلال على العمق الاتفاقي وكاد الشلهوب ان يتسرب بكرة مبكرة في الدقيقة الرابعة لكن الجمعان أبعد الكرة في الوقت المناسب.. ليفاجئ الكاسر الجميع بهدف رائع حين فجر شباك السلمان بكرة عنيفة منحت التقدم للهلال..
د 6 هدف هلالي أول
فمن كرة طويلة من تفاريس لياسر استلمها هذا الأخير بصدره وبمهارة عالية تقدم خطوة للأمام مع تحريك جسمه نصف دائرة مسدداً كرة عنيفة وصاروخية على يمين الحارس السلمان كهدف أول في المباراة وأشعل المدرجات الزرقاء ومنح الهلال أفضلية نفسية وفنية..
وبعد ذلك بثلاث دقائق كرر ياسر الحركة الرائعة حين استلم الكرة بصدره وسدد بعنف تألق السلمان في إبعادها ركنية.. وواصل الهلال سيطرته وخطورته أمام حيرة اتفاقية في إيقاف خطورة الهلال أو البحث عن التعديل.. فالوسط الاتفاقي بذل جهداً كبيراً لحماية مرماه ليؤثر ذلك على الفعالية الهجومية ليضطر تاجو للعودة للخلف لجلب الكرات مع التسديد البعيد في ظل التواجد الدفاعي الهلالي الجيد.. وكذلك فعل التايب رداً على تسديدة صالح بشير وكلا الكرتين ذهبتا لأحضان الحارسين واشتعل اللعب وسط الميدان بهجمة هنا وأخرى هناك مع صراع تكتيكي كبير في السيطرة على منطقة المناورة وإنهاء خطورة الخصم.. حتى الدقيقة 35 التي شهدت الهدف الهلالي الثاني.
د 35 ضربة جزاء هلالية
فمن كرة ساقطة داخل المنطقة نفذها التايب لتفاريس يتعرض للدفع من مشعل السعيد وهو في الهواء وضربة جزاء احتسبها الحكم تقدم لها التايب ونفذها في المرة الأولى على يسار الحارس ليعيدها الحكم فيحولها التايب للزاوية اليمنى محرزاً الهدف الثاني الذي كشف تفوق الهلال التام وسيطرته على أجواء هذا الشوط.
حيث افتقدت المحاولات الاتفاقية الخطورة أمام المد الهجومي الأزرق الذي كاد أن يضيف الهدف الثالث حين أفلتت كرة ساقطة داخل المنطقة من الفريدي من يد الحارس أمام الشلهوب الذي لعبها بذكاء من فوق الجميع لكنها اعتلت عارضة المرمى الخالي من حارسه كآخر كرات هذا الشوط ليعلن الحكم نهايته هلالياً بهدفين.
مع بداية الشوط الثاني اندفع الاتفاقيون للتعديل دون جدوى.. حيث كانت كل الطرق مسدودة أمام مرمى الدعيع بالتنظيم الدفاعي الجيد وسط الميدان والتغطية الممتازة لكل مناطق الملعب الهلالي.. ليساهم ذلك في اخفاء كل الهجمات الاتفاقية لتتحول الخطورة للهجمات الهلالية في ظل الاندفاع الاتفاقي لوسط ملعبه دون حسابات.. وبعد 56 دقيقة منح التايب للنجم الشاب أحمد الفريدي كرة ولا أروع حين وضعه في مواجهة الحارس بكرة خيالية استلمها الفريدي وسددها مباشرة داخل خط الستة لتصطدم بالعارضة وتعود مباشرة الذي اكملها برأسه لكن خارج المرمى.. ويحاول المدرب الاتفاقي التعديل بإشراك سعد العبود مكان المغنم لتعزيز الجهة اليسرى هجومياً بجوار عقال لكن التغطية الجيدة للهلاليين ألغت هذا التغيير وجعلت الكرة في الوسط أغلب فترات المباراة حيث كان الوسط الهلالي متواجداً في كل كرة وفي أي منطقة ما جعل اللعب إما في الوسط أو باتجاه مرمى الاتفاق..
ويحاول الهلاليون اللعب على الأطراف للتايب في اليسار ومعه الشلهوب أو الفريدي في اليمين.. لكن الدقة في التمريرة الأخيرة أفسدت الكثير من الكرات.. وبعد 70 دقيقة اشرك أولاريو الغنام مكان الفريدي الذي تعرض للشد نتيجة المجهود الكبير الذي بذله دفاعاً وهجوماً.. واستمر الهلال الأقرب للتسجيل لكن دون أن يوفق الهلاليون في اللمسة الأخيرة وبعد 80 دقيقة كاد الغامدي أن يضيف هدفاً ثالثاً حين نفذ التايب خطأ خلف الدفاع والحارس قابلها الغامدي مباشرة لكن في الشبك الجانبي بدلاً من المرمى الخالي وله العذر في ذلك نظراً لصعوبة موقعه.
وفي الدقائق الأخيرة أجرى أولاريو تغييراً بدخول المبارك مكان التايب ثم ليلو مكان الشلهوب وعمد الهلاليون بعد ذلك إلى الاحتفاظ بالكرة وقتل الوقت حتى أنهى حكم اللقاء المباراة بفوز الهلال بالهدفين وتتويجه بطلاً لكأس ولي العهد.
من المباراة:
** قاد اللقاء الحكم الألماني تورستين كنهوفر ومنح بطاقات صفراء لكل من طارق التايب والغامدي وتفاريس من الهلال والرهيب وبشير من الاتفاق.
** جميع نجوم الهلال كانوا في المستوى وقدموا مباراة كبيرة جماعياً وتكتيكياً ونفسياً حيث لعبوا بروح عالية وإصرار كبير على الحصول على اللقب وإسعاد جماهيرهم.
** التفوق الهلالي ألغى أي تواجد حقيقي للاتفاق حيث لم يستطع الاتفاقيون إحراج الهلال في أي وقت من أوقات المباراة.
** البطولة الأولى للتايب واولاريو كانت بالأمس كما أن ياسر كان نجم الحسم في لقاء البطولة فيما قاد الدعيع بنجومية كبيرة فريقه نحو اللقب.
** لم يكسب الهلاليون اللقب فقط بالأمس وإنما كسبوا عودة فريقهم بشكل قوي وكسبوا استمرار النجم الشاب أحمد الفريدي والنجم ماجد المرشدي اضافة للنجوم الكبار الشلهوب وعزيز والغامدي والرائع تفاريس.
** حين اكتملت صفوف الفريق الهلالي وتساوت الفرص بين الفريقين نجح الهلاليون في الفوز المستحق باكتمال النجوم.
* الاتفاق حاول جاهداً تقديم شيء لكنه اصطدم بالتفوق الهلالي الذي كان في أفضل حالاته.. ليختفي نجوم فارس الدهناء بشير وتاجو وعقال والآخرين.
** الجماعية الكبيرة التي كان عليها الهلال في المباراة صعبت مهمة الاتفاق وأظهرت كل النجوم بخطورتهم الحقيقية فكل من يستلم الكرة يمثل خطراً كبيراً على المرمى الاتفاقي.