يستحق الفريقان الهلالي والاتفاقي أن يكونا طرفَي نهائي الكأس ليلة البارحة، ويستحق منا الفريقان أن نهنئهما بشرف الوصول إلى هذه الكأس الغالية.. وهذه الكأس نالها الهلال أو كسبها الاتفاق.. كلاهما يستحقها.
فلا غرابة أن يصل إلى النهائي.. مَن كان الأفضل والأجدر من غيره.. ومَن تعب وخطط للوصول إلى النهائي.. والحقيقة أن الهلال تعامل مع كافة مبارياته في الأدوار السابقة، وبالذات في مباراته الأخيرة أمام الشباب بالشكل الصحيح.. والحقيقة أيضاً أن الاتفاق أجاد.. وكسب الرهان من الجميع..!
هاتان حقيقتان.. وهناك حقائق أخرى في الفريقين.. أهمها أن جماهير الهلال - وقلنا هذا في الأسبوع الفائت - تعودت من لاعبيها أن يكونوا أهلاً للمنافسة.. وكلما كانت ظروفهم صعبة.. فإنهم يزدادون تألقاً وإبداعاً.. ويتحملون المسؤولية كاملة.. فيما الاتفاق كان جديراً.. والجدارة هذه جاءت من تألق لاعبيه الواضح.. وإصرارهم.. وتحديهم..!
وأعتقد أن الاتفاق حتى إن كان خسر مباراة البارحة.. حتى وإن كانت مباراة نهائية.. فهي يجب ألا تبدل مسار الاتفاقيين في سيرهم بالاتجاه الصحيح.. وأتمنى أن يحافظوا على الخطوات التي بدؤوها في تصحيح مسار الفريق.. وتشاهد ثمارها في الوقت الراهن.. بعيداً عن تأثير نتيجة الفريق بالأمس.. إن كانت سلبية، أما إن كانت إيجابية فهي أيضاً يجب ألا تغير هذا المنظور.. وسنقول شكراً لمن أعاد الاتفاق إلى الواجهة.
خروج متوقع..!
خسارة الشباب الأخيرة من الهلال وخروجه من الكأس.. كان طبيعياً.. بل ومتوقعاً..
ليس لأن الشبابيين دخلوا المباراة تحت ضغط نفسي رهيب.. وهذا كان نتاج الترشيحات المسبقة التي كانت تؤكد فوز الشباب بسهولة.. وهذه الترشيحات جاءت من بعض الشبابيين أنفسهم كما حدث من السمار والعويران..!
فجاء الواقع الشبابي يقول إن الفوز إن حققوه فهو متوقع سلفاً.. ولاحظنا كيف كان وضع الفريق.. فالبطء والعصبية والتسرع في الأداء.. كان هو الأمر الملازم للفريق طيلة المباراة.. والهدف الهلالي كان كفيلاً بإرباك كامل الخطوط الشبابية..!
عموماً لم تكن هذه الأمور هي وحدها التي أدت إلى خسارة الشباب.. أو هي ما جعلتنا نتوقع هزيمته.. بل إن الأمر يتعلق بالضعف الواضح في خط الظهر الشبابي..
وقد يخرج هنا مَن يقول إن الشباب يملك أفضل ظهيرين.. وأتفق مع مَن يقول ذلك، ولكنهما يتفوقان في النواحي الهجومية.. أما الدفاعية فهي إن لم تكن غائبة.. فهي شبه غائبة..!
لدي قناعة تامة بأن الفريق الذي لا يملك دفاعاً جيداً.. لا يمكنه أن ينافس على البطولات.. وقد ذكرت ذلك بعد خسارة الشباب أمام الوحدة في المربع الذهبي الموسم الفائت.. وأشرت إلى أن الشبابيين مطالبون بالتعاقد مع لاعب مدافع غير سعودي؛ فالفريق متكامل فنياً، بيد أن مشكلته تكمن في تواضع مدافعيه.. والتعاقد مع نايف القاضي ليس كفيلاً وحده.. بحل معضلة الدفاع الشبابي..!
التعاون.. مَن ينصفه..؟!
يلاحظ أن فريق التعاون.. هو الطرف الثابت في أخطاء الحكام تجاهه.. وهو الطرف الثابت الذي تُصادر حقوقه.. هكذا وبكل بساطة.. وآخرها المباراة التي تعادل فيها أمام هجر..!
إنَّ عدد ركلات الجزاء غير المحتسبة للتعاون، وهي ضربات جزاء صحيحة وسليمة.. وأتحدى كل من يرى غير ذلك.. تعدت أصابع اليد الواحدة.. وربما ستتجاوز عدد أصابع اليدين في المستقبل.
التعاون مَن ينصفه(؟) ومَن يأخذ بحقوقه(؟) ولمصلحة مَن تفعل به هذه الأفاعيل(؟) إن الحقيقة المُرة التي وصلنا إليها في مجال التحكيم وبالذات في دوري الدرجة الأولى.. يجب ألا تخجلنا.. أو تؤدي بنا إلى أجواء المكابرة والاستعلاء.. كما تفعل لجنة الحكام..!
فيجب أن يكون هناك طريقة لإيقاف النزيف المخيف من الأخطاء التحكيمية القاتلة في ملاعبنا.. التي تؤدي بالتالي بشكل أو بآخر إلى إثارة المشاعر.. وضياع نتائج الفرق.. وهدر الحقوق.. وكسر أقدام وصدور اللاعبين..!
أخطاء كبيرة من الحكام تعرض لها التعاون في مسيرته هذا الموسم.. والمتتبع لمشوار الفريق هذا الموسم يلاحظ تلك الأخطاء القاتلة التي تتكرر في كل مباراة تقريباً.. ومن وجهة نظري أن الحل الأمثل اليوم إذا كنا نعجز عن الاستعانة بالحكام الأجانب.. أن تكون هناك لجنة تقيّم الحكام من خارج لجنة الحكام.. وتضم أسماء تحكيمية سابقة خبيرة.. ويتم من خلال هذه اللجنة تقييم أداء الحكام.. والحكم الذي تتكرر أخطاؤه يوقَف.. وإن استمرت أخطاؤه يُستبعد تماماً، أي يشطب من السلك التحكيمي.. وهذا الأمر يجب أن يتم تطبيقه في مختلف المناسبات وبعيداً عن لجنة الحكام.. التي لا ترضى سوى الدفاع عن حكامها..!
بقايا
** غابت الجماهير الهلالية في اللقاءين السابقين أمام الشباب، وإن حضرت البارحة فهي بلا شك سيكون لحضورها دافع كبير لنجوم فريقها..!
** في أكثر من مناسبة أكدت أن أهم مزايا كوزمين هو إتاحة الفرصة للنجوم الواعدين..!
* حتى بعد عودة التايب يفترض أن يكون كوزمين قد أبقى الشلهوب أساسياً أمام الاتفاق.
** استعاد ناشي العرماني جزءاً كبيراً من مستواه، وسجّل هدفاً تعاونياً أمام هجر بجهد فردي يحسب له..
** العرماني مطالب بأن يضاعف من مجهوده وتركيزه أمام المرمى حتى يعود ناشي الذي تعرفه الجماهير التعاونية جيداً..
** فريق الوحدة أعاد الأمل للهلال من جديد في بطولة الدوري، ولكن هذا يحتاج إلى جهد مضاعف من الهلاليين..
** ربما لو شارك الكويكبي بجانب المحياني أو لو أن حماد جي لم يلعب مدافعاً، أقول ربما كان الفوز قد ذهب للوحدة أمام الاتحاد..!
** مطلوب من التعاونيين أن يضعوا حداً للبطاقات الملونة التي ينالها لاعبوهم..!
** محمد الراشد نجم خسره التعاون أمام هجر بسبب تصرف لا داعي له أمام الفيحاء..!
** فريق الاتفاق لا ينقصه سوى تواجد لاعب غير سعودي ثالث بمستوى تاجو وعقال..!
آخر الكلام:
تشرَّف الرياضيون أمس بمختلف انتماءاتهم بتشريف سمو ولي العهد للمباراة الختامية على كأس سموه.. وكل الأماني أن يكون الفريقان قد قدما المستوى الذي تأمله كافة الجماهير السعودية.
Yazid1_5@hotmail.com