التصريح الذي صاحب القبض على ثمانية وعشرين عنصراً من تنظيم القاعدة في السعودية والصادر عن وزارة الداخلية أكد أن من أهداف هذه العناصر جمع أموال تحت غطاء العمل الخيري لمساندة الجناح العسكري في القاعدة!
مرَّ العمل الخيري قبل سنوات بمأزق كبير.. يعود مجدداً إلى الذاكرة الوطنية.
اختفت من أسواقنا الصناديق الزجاجية التي كانت تكثر عند محال التسجيلات الصوتية- لكن في المقابل ثمة أيتام وفقراء وأرامل شحت مداخيلهم وثمة معوزون ومرضى وعجزة فقدوا موارد عدة كانت تصلهم من الجمعيات الخيرية.
العمل الخيري المؤسسي يعطي أماناً ولا شك للمتبرعين والداعمين.. ولكن هذه الجمعيات قد لا تملك القدرة والطاقة على إجراء المسوح الميدانية لمعرفة الفقراء والمحتاجين والمعوزين.
وكانت الاجتهادات الشخصية النقية عن طريق المعارف أو الأصدقاء أو الزملاء تساهم في حل مشكلات متعددة للمحتاجين.
فقد كنا وبتلقائية نفتح محافظ نقودنا وندفع ما تيسر إعانة لشخص لا نعرفه فقط تحكى لنا حكايته أو يقال ادفعوا لشخص محتاج.
لكن اليوم.. هل بإمكاننا فعل هذا؟؟..
إن التفكير الدائم بأمن الوطن - يجعلك تفتح حواراً مع كل من يستوقفك ليطلب مالاً بجانب صيدلية أو في مركز تسوق أو عند مستشفى.
بل إنني صرت أحمل في حقيبتي أرقام هواتف جمعيات متباينة الاهتمامات وأعطي للسائل رقم الجمعية التي ممكن أن تخدمه حيث أجهل هويته أو هويتها ولا ثمة أحد يزكيهم ويضمن في صدقهم.
العمل الخيري المفتوح تماماً هو لا شك من المحاذير التي يلزم المواطن أن يفكر قبل أن يدعم أصحابه فقد يكون يدفع من ماله لشراء السلاح الذي سيُقتل به.
لا بد من توجيه عواطفنا ومشاعرنا ورغباتنا في مساعدة الآخرين والبحث عن الأجر إلى قنوات آمنة وحتى لا نقع فيما حذرتنا منه الآية الكريمة {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} فإننا معنيون بأن نعرف أن لدينا جمعيات ومؤسسات خيرية تستطيع أن تقدم العون لهؤلاء عبر قنوات مأمونة وغير مشوهة..!