Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/03/2008 G Issue 12945
السبت 30 صفر 1429   العدد  12945

حسن العلوي ووثائق التويجري

 

علي بن سعد القحطاني

لم يعط للدكتور حسن العلوي الوقت الكافي لقراءة ورقته كاملة عن معالي الشيخ عبد العزيز التويجري وعلق قائلا:كان من المفترض أن أقرأ ورقتي بعد شيخنا - يقصد معالي الدكتور عبد المحسن التركي- إذ إن كلينا متعبان وهذه أول ليلة أسهر فيها حتى الساعة العاشرة فأنا عادة ما أكون نائما في هذا الوقت ومن عادتي إلا أسهر فأنا لا أقرأ ولا أكتب ولا أعمل أي شي بالليل حتى الفجر وقال:لقد أثقلوا على الانتظار وأنا لستُ التويجري الصابر صبر أشجار المجمعة والحقيقة أن الندوة (تكريم شخصية سعودية) الذي أقيمت مساء الخميس الماضي تأخرت عن وقتها المعتاد نصف ساعة ولم تبدأ إلا الساعة الثامنة والنصف وكان المشاركون في تلك الأمسية يلهثون عجل لقراءة أوراقهم وأصر معالي الدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم سابقا على قراءة ورقته كاملا رغم التنبيهات المتكررة من مدير الندوة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ورجائه للدكتور الرشيد أن يختم ورقته فقال الدكتور محمد الرشيد مداعبا صاحبه: (أنت أخذت حديثا طويلا مع أنك رئيس الجلسة ما تتحدث كثيرا) وواصل الدكتور الرشيد قراءة ورقته وهنا لجأ الجمهور إلى حيلة تجبر الرشيد على أن يختم ورقته وذلك من خلال التصفيق المتواصل ولم تنته تلك الندوة إلا الساعة العاشرة والنصف حتى إن الوقت المخصص للتعقيبات لم يسمح لأكثر من ثلاث مداخلات وقراءة بعض الأوراق في عجل، ولم يكن الدكتور حسن العلوي لوحده متضجرا من الوقت ومما جاء في تعليق العلوي في تلك الليلة: أنا ابن الصحافة المتنقل السريع حتى كتبي متنقلة سريعة ويظن الناس أنها استغرقت أزمانا،كتبت كتابي الأخير (الروح الجامعة) عن الشيخ عبد العزيز التويجري حيث بدأت فيه بعد عيد الفطر المبارك وأصبح جاهزا للنشر والتوزيع قبيل عيد الأضحى فرفض معالي الشيخ التويجري إصدار الكتاب إلا بعد رحيله، وقد رحل وفي الموت لغز الحياة وهنا أنشد الدكتور حسن العلوي قصيدة (العبقري والموت) للشاعر محمد مهدي الجواهري، وقال عنها: إنها صالحة لأن تلقى في ذكرى أي عبقري من طراز التويجري وهذه بعض أبياتها:

لغز الحياة وحيرة الألباب

أن يستحيل الفكر محض تراب

أن يصبح القلب الذي صحراؤه

جرداء حتة من خفوق سراب

أنا أبغض الموت اللئيم وطيفه

بغض طيوف مخاتل نصاب

ذئب ترصدني وفوق نيوبه

دم اخوتي واقاربي وصحابي

وتحدث الدكتور حسن العلوي في تلك الندوة عن (الجوانب السياسية في حياة معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري) وعد العلوي الشخصية المكرمة بالأديب والسياسي المحنك ورجل دولة لم تبطره السلطة، وأوضح أن هناك فرقا كبيرا بين رجل الدولة ورجل السلطة ورجال السلطة كثيرون، أما رجال الدولة فهم قلة يعدون على عدد الأصابع بالوطن العربي وألمح حسن العلوي إلى أن التويجري لم تقرأ أوراقه بعد وما يزال سريا غير مكتوب وما أعلن للناس لم يتجاوز 20% والحديث المنشور للناس وللأدباء تصنف تحت دائرة (رسائل إخوانية اجتماعية) وهذه الرسائل لا تكشف عن المخبوء السياسي للشخصية المكرمة وعده العلوي من أكبر حاملي الأسرار، وتساءل الدكتور حسن العلوي عن محاضر الاجتماعات التي تمت بينه وبين 60رئيس دولة وبينه وبين600زعيم ووزير وسياسي على مستوى العالم بقيت تلك المحاضر في طي الكتمان، وكان التويجري يتحاور مع جميع الأطياف وذو الرؤى والمشارب الفكرية المختلفة في رحابة علم وسعة صدر.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد