Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/03/2008 G Issue 12945
السبت 30 صفر 1429   العدد  12945

شعراء الجنادرية يستنطقون أبا الطيب المتنبي

 

الرياض - المحرر الثقافي

لهج شعراء الجنادرية ب(القصيدة الفصحى) في أمسية عقدت مساء أمس الجمعة، وذلك في قاعة الملك فيصل الرئيسية بفندق الانتركونتننتال وأدار الندوة الناقد المعروف الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن الحيدري وشارك بها كل من الشعراء: الشاعر العراقي خالد عبد الرضا السعدي، الحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية بجامعة ديالى وحاصل على لقب شاعر شباب العراق، له العديد من المؤلفات والبحوث منها (كان وجوباً على حبيبتي أن تزورني) مجموعة شعرية، (بكاء القمر الأخير) مجموعة شعرية، (عصافير شجرة البرتقال) قصائد أطفال، (قراءة في نماذج من الشعر العراقي المعاصر) مخطوطة تضم دراسات في الشعر العراقي المعاصر، والشاعر المغربي الدكتور عبد الرحمن مبارك عبد الوافي، له العديد من مؤلفاته الإبداعية منها: كتاب (فصول من حكاية أخت في الله اسمها سراييفو) ديوان شعر و(السيرة النبوية الشريفة) ديوان شعر و(عذراً رسول الله) ديوان جماعي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشاعر السعودي الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، شارك في العديد من المحاضرات والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها (قصائد ضاحكة)، والشاعر هنري زغيب الحاصل على ماجستير في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية عام 1970م له العديد من المؤلفات منها (إيقاعات بيروت)، و(قصائد حب في الزمن الممنوع) كما أن لديه عملين مسرحيين وهما (كذب الحقيقة)، و(عن الذي يأتي ولا يأتي).

مختارات شعرية

قصيدة انتماء للشاعر اللبناني هنري زغيب:

لم أعد أنتمي لماضي انتمائي

أنت شمسي، وأنت بري ومائي

كيفما أتجه، فأنت مصيري

كيفما ألتفت، فأنت اهتدائي

وإذا تهت بي، فبوصلتي أنت

احضنيني في زهوتي وشقائي

حينما أنت لست في ال(أين)

لا (أين) لصوتي ولا صدى لندائي

كيف غيرتني إليك! وكنتُ

انكسرت رايتي وضاع رجائي

كنت أطلقت للفضاء جناحيَّ

وطلقت أقفص الانطواء

ونويت الوساعة اللاتناهٍ

لمداها.. وجدت فيها سمائي

وإذا أنتِ جئت تسترجعين

النبض للروح، والهنا لهنائي

صغت من حبك الحنون فضاءً

وتوسعت، فاستحلت فضائي

حكايتي مع هرة

للشاعر المغربي - عبدالرحمن عبدالوافي

مدخل:

يا سادة طالما انقاد الخيال لهم

ففي نواديهم الابداع يزدهر

ان كنت في كل ما أحكيه مبتكراً

فليس في حكي هذا اليوم مبتكر

فلتنصتوا للذي جرى لصاحبكم

مع هرة نزلت بساحتها الغبر

الحكاية:

آه على هرة شقراء عالقة

بفرع باقة من حولها حفر

أقبح بها دوحة عجفاء ليس لها

كالدوح ظل مع الأظلال ينتشر

ماتت فلاحت بلا قلب تحسُّر به

آلام عالقة بالفرع تُحتضر

قد قيل منذ ثلاث وهي ضائعة

ذاك الظما هدها والجوع والسهر

تباعدت عن أديم الأرض فانصرفت

عن قفزها الفذ كيما يسلم العمر

ترنو إليَّ طويلاً وهي عاجزة

فليس غير الأسى يشيعه النظر

خرساء باكية سكرى مفاصلها

يا للجميلة قد طافت بها النذر

ساءلتها: حلوة العينين كيف جرى

حتى أصابك في التسلق الكدر؟

هل كنت طالبة جرذا يهون به

هول يخبّنه في طيه القدر

فلحت من ركنك العلومي شاهدة

أن الفضيلة قد تعلو وتنتصرا

اختاه أشعلت حزنا كان منطفنا

فذي مجامره في القلب تستعر

وها أنا سائلاً نفسي على قلق

اتنعمين ويحلو اللهو والسمر

وذي أسيرة فرع باسق نكد

يكاد من همها يشقق الحجر

أما أتاك حديث كله عبر

عن مرسل مصطفى آياته غرر

في هرة دخلت جهنم امرأة

فلتحذري واللبيب دائماً حذر

أجابت النفس في صدق وفي ثقة

بلى وها أنا للانقاذ ابتدر

وكان ما كان من جهد وتضحية

حتى تباعد عن هريرتي الخطر

في رقة نظرت إلي قائلة:

(شكراً) فأسكرني مواؤها العطر

وهزت الذيل في زهو به تعب

ورحت أرقبها حتى اختفى الأثر

يا فرحتا هرتي في الأرض ضاربة

يا خاطري فاهان ولتهنا الهرر!

كأس اصطبار جرعنا من مرارته

وهل ينال المنى إلا الألي اصطبروا؟

الختم

يا رب فاغفر بها أوزار ظالمة

حمقاء ليس لها عقل فتعتبر

ثم الصلاة على الرسول قائدنا

ثم السلام عليه ما سرى القمر

صرخة صامتة إلى أبي الطيب المتنبي

للشاعر العراقي - خالد السعدي

مضى شراعاً وأغرى صوتُه الألما

واستنطق الغيم في أشعاره كلمِا

مضى نشيداً فم الأجيال يغزله

صبحاً يكركر في أحلامهم نغما

مضى خطاه تجر الأرض هيبتُها

فكل صرخة حرف أيقظت أمما

الصادح الدمع في أحداق وحشته

وظلّه الصبر في أردانه التثما

قد كان سيفاً دويلاتٌ قواضبه

تحشَّد الدر في أسراره هرما

كم عظّم الحرف من ابداعه العظما

واكرم الشعر من شلاله الكرما

وفاق دفء الشموس السمر مرجله

فنامت الشمس في أحداقه حلما

أنت المنازل دمعُ الشوق حرقته

أما القلوب حيارى تشتهيك ظما

جناحك الأفق والذكرى مرفرفة

نجومها في فضاء لونته دما

حكاية تستفز الدرب والقدما

ومحنة تستغيث الأهل والرحما

وصولة في لهيب الموت لاهثة

سناك ينثر من أعطافها الحمما

لبست حزنك تيجاناً مهشمة

وها لبستُك تاجاً أرق الزعما

وها شتلتُك وسط القلب أدعية

متمتمات بصدر ينتضي سأما

فغارت الريح ملء الأفق لاطمة

رسومنا واستظلت نارها اللجما

إنا افتقدناك أشواقاً مسافرة

ولهفة أرجعت في جوعنا النهما

على نشيدك قام المجد وانتظما

وفي حروفك غار الجرح والتئما

قصيدة ثغرها الدنيا ترددها

ودمعة تمطر الأحداق والديما

وشمعة غبطة الأقمار تغمرها

صمتاً يشرع من أنوارها القيما

خيالك (الليل والبيداء تعرفه)

وعزمك السيل هطال إذا احتدما

إني شكوت وموج الزيف مرتطم

كما شكوت وسيف الشعر قد ثلما

وجئت أرجف في عينيك أسئلتي

واحصي العش كم عصفورة رجما

فما رأيت سوى صحراء قافية

ودمع أهل على خد الظلام همى

هذا عراقك مذبوح بخيبته

وجيش (كافور) في الأحرار قد حكما

لا سيفَ دولةَ في (بغداد) ينصرها

ولا فتوحات عز رفرفت علما

وحيث ننظر قتلى في مرابعه

وحيث يكبر طفل بالدما فطما

والقدس يذبل في آفاقها قمر

والموت يحصد من أطفالها الكرما

وغزة الجرح يجري في أزقتها

صوت غريب على أشلائهم كتما

يا سيدي يا حروف الشمس يرسمها

جناح فكرك يطوي في الضلوع سما

ويا حماماً تلوّت فيه حسرته

قد أودعتنا الرزايا غربة وعمى

لقد عمينا ولسنا نألف الظلما

وقد صًمَمْنا ولسنا نألف الصمما

أعر صداك إلى شعري ليمنحني

جيلاً من الزهو في خطواتك ارتسما

أعر صداك حروفي كي تباركني

علَّي أهشم لو باركتني الصنما

قالوا تواريت في أصواتنا قمما

وأنت ضوء قصيد ذهّب القمما

نبضت شعراً متاهات نوافذه

شغافة الحرف مغزولاً بك اختصما

(أبا مُحسَّد) قد أسرجت أخيلتي

خيلاً تطارد من أصدائك الحِكما


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد