الثقافية - علي بن سعد القحطاني
ناقش مثقفو الجنادرية (مستقبل التعاون التركي - السعودي في مجال الطاقة والمياه) وذلك مساء أمس الجمعة 29-2-1429هـ الموافق 7-3-2008م في قاعة الملك فيصل الرئيسية بفندق الانتركونتننتال، وشارك فيها كل من الدكتور عبد العزيز سليمان الطرباق واعتذر عن الحضور الدكتور التركي فاتح بيرول، وأدار الندوة الدكتور حزام بن هزاع العتيبي عضو مجلس الشورى الذي تحدث في البدء عن مستقبل التعاون السعودي - التركي في مجال الطاقة خصوصاً عقب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لتركيا في 18-8- 2006م التي تعد نقطة مهمة للعلاقة بين البلدين، وتعد هذه الزيارة الرسمية أعلى زيارة على وفد رسمي وقد أبرم فيها اتفاقيات وتعاون اقتصادي وتجاري يعود بالنفع على البلدين.
وتحدث الدكتور حزام بن هزاع العتيبي عن حجم الصادرات والواردات وحجم الاستثمارات بين البلدين وذلك بالأرقام، حيث بلغت الصادرات السعودية إلى تركيا 1.800.000.000 بليون وثمانمائة مليون دولار أما الواردات التركية للسعودية فقد بلغت 961.000.000 مليون دولار، ورأى الدكتور حزام العتيبي أن تركيا لا تعد دولة مستهلكة في مجال الطاقة إذ لا يتجاوز استهلاكها 620 ألف برميل يومياً بينما يتجاوز استهلاك المملكة مليوني برميل يومياً، أما في مجال الغاز فاستهلاك تركيا من الغاز 30 بليون متر مكعب في المقابل يتضاعف هذا الرقم إلى 75 بليون متر مكعب في المملكة العربية السعودية من الغاز، وتستورد تركيا معظم احتياجاتها من الغاز من العراق وإيران، واعتبر الدكتور حزام العتيبي تركيا من أهم الدول التي يمر بها أنابيب البترول في العالم إلا أنه لاحظ غياب مشاركاتها في الملتقيات الدولية مثل منتدى الطاقة وعدم استفادتها من موقعها الاستراتيجي في تطوير موانئها على غرار ميناء سنغافورة، وقد أفاض مدير الندوة الدكتور العتيبي في الحديث عن هذا الموضوع في مجال الطاقة ويحاول أن يدلي بمعلومات مهمة في هذا الجانب ولا سيما في اعتذار الدكتور التركي فالح بيرول عن الحضور.
أما الدكتور عبد العزيز الطرباق فتحدث في هذه الندوة عن الشق الآخر وهو مستقبل التعاون السعودي - التركي في مجال المياه ولا سيما أن الدكتور الطرباق أحد المتخصصين إذ نال شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية - هيدرولوجيا ومصادر مياه من جامعة ولاية كلورادو عام 1983م، أستاذ بقسم الهندسة المدنية بجامعة الملك سعود، بدأ كلمته بإعطاء فكرة شاملة عن وضع المياه في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية ورأى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معروفة بشح المياه ومعظمها تضاريسها صحراوية لا يوجد فيها مياه كثيرة وعمل الكثير من الجهود في الإمدادات لكثير من الدول ولكن يظل الشح المائي شبحاً يطاردها.. وعرف الدكتور الطرباق الفقر المائي بأنه نقص نصيب الفرد من المياه عن الحد المناسب لاحتياجاته وقال إنه في عام 1955م صنفت ثلاث دول بأنها تشكو من الفقر المائي وهي الكويت والأردن والبحرين وفي عام 1990م ارتفع هذا العدد إلى 11 دولة من بينها قطر والمملكة والإمارات وتونس، وبقيت هناك دول لم تصل إلى مستوى الفقر المائي مثل تركيا ولبنان كما ألمح الدكتور الطرباق إلى أن منطقة دول الخليج العربي تستخدم 70% في مجال تحلية المياه على مستوى العالم، وتحدث المحاضر عن البدائل المقترحة لحل أزمة نقص الموارد المائية وأعطى فكرة عن مكانة تركيا وأهميتها الاستراتيجية في المنطقة وعن العلاقات التي تربطها بالمملكة والتعاون التركي - السعودي بشكل عام وفي مجال المياه بشكل خاص، واختتمت الكلمة ببعض المقترحات حول الآفاق المستقبلية للتعاون بين البلدين في مجال المياه.
المداخلات
- أكاديمي من المغرب اعتبر هذا الموضوع ذا عمق جيوسياسي بين البلدين العريقين اللذين يشتركان في العقيدة والتاريخ، وتمنى أن تنعكس هذه العلاقة الإيجابية على الوطن العربي.
- تحدث الدكتور محمد الميسر عن دور المؤسسات العلمانية في تركيا عن عزل تركيا عن هويتها وعلاقتها بالعالم العربي والإسلامي، ونوه إلى أهمية تركيا في نشر الإسلام بدول أوروبا.
- رأى الدكتور أحمد عمر هاشم أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتركيا عام 2006م أعطت دفعة قوية جداً لهذه العلاقة المتميزة بين البلدين.
- شكر الدكتور سهيل صابان المحاضرين على ما أدليا به من معلومات وقال: هناك زيارتان قام بهما الملك فيصل بن عبد العزيز لتركيا في عامي 1932 و1966م وبمناسبة الزيارة الثانية قام بريد تركيا بتخليد هذه الزيارة في طابع بريدي كما ألمح الدكتور صابان أيضاً في مداخلته إلى أن الأرشيف العثماني بتركيا يضم العديد من الوثائق التاريخية المهمة عن الدولة السعودية الأولى والثانية.
- اعتبر الدكتور محمد المسفر أن الماء يوازي النفط في أهميته الاستراتيجية.