تبوك - عبدالرحمن العطوي
شهدت ساحة القصاص أمام جامع الملك عبدالعزيز بتبوك ظهر أمس الجمعة موقفاً مؤثراً أبكى الحضور عند استعداد الجهات الأمنية لتنفيذ القصاص بحق شخصين في قضيتين مختلفتين، حيث عند الاستعداد للقصاص من الشاب أحمد سالم العطوي 32 عاماً لقيامه بإطلاق النار على الطفل عبدالرحمن محمد العطوي الذي توفي بسبب ذلك قبل ثلاثة أعوام وكان يبلغ من العمر 12 عاماً عند وفاته متأثراً بإطلاق النار عليه من سلاح كلاشنكوف من قبل أحمد سالم وكان المئات من الذين توافدوا لحضور التنفيذ وعند تلاوة بيان وزارة الداخلية حول القضية أعلن محمد عيد العميرات العطوي والد الطفل القتيل أمام الملأ تنازله عن القاتل أحمد لوجه الله تعالى دون مقابل ليعلو التهليل والتكبير من الحضور ليتم العفو وكتابة عمر جديد للمتنازل عنه وعند إنزال الشخص الثاني الذي صدر عليه حكم بالقتل بسبب مضاربة قتل فيها أحد الأشخاص رفض والد القتيل في القضية الثانية التنازل ليحاول معه المشايخ ورجال الأمن وقد قام والد الطفل الذي تنازل قبل لحظات عن قاتل ابنه بمحاولات مستميتة مع الشخص للتنازل إلا أنه أصر على تنفيذ الحكم فنفذ فيه.
(الجزيرة) قامت بزيارة المواطن محمد عيد العطوي الذي تنازل عن قاتل طفله حيث كان منزله مكتظاً بالعديد من المهنئين له على هذا العمل الذي ابتغى به وجه الله وتحدث لـ(الجزيرة) بقوله: قتل طفلي البالغ من العمر 12سنة وكان وقتها للتو منتقلاً للصف أول متوسط وكان هو وشقيقه الذي أمامك ويقصد (عبدالله) يلعبان في الملعب المقابل لمنزلنا، حيث حضر القاتل ومعه سلاح كلاشنكوف وأطلق النار على أطفالي عبدالرحمن -رحمه الله- وعبدالله الذي كان وقت الحادثة عمره 13 سنة دون سبب وقد تسبب في إعاقة في رجل عبدالله مستديمة وقتل عبدالرحمن وقد عرضت علي الملايين وجاءتني الوسطات من كل مكان للتنازل فرفضت لأنه قتل طفلاً دون ذنب وأصاب شقيقه الذي مكث فترة في العناية المركزة حتى شفاه الله وإنني في هذه المناسبة لا أنسى جهود صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك في مساعيه في فعل الخير وإصلاح ذات البين.
وأضاف أنني منذ أسبوع وأنا في تفكير مستمر واستخرت الله في صلاة الفجر اليوم (أمس) وطوال ليلي وأنا لم أنم أفكر فيما سأفعله.. هل أعفو ولا أطلب التنفيذ وأتذكر طفلي، وقد حضر لي صباح اليوم (أمس) الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك وتحدث عن فضل ذلك وأخبرته ما حدث لطفلي وعند حضوري للقصاص ومشاهدتي القاتل ألهمني الله بالعفو فأعفيت لوجه الكريم دون مقابل.
وتحدث لـ(الجزيرة) أحد أبناء عمومة المتنازل، حيث قال الأستاذ عبدالله هليل الصبيحات العطوي لـ(الجزيرة) إنه يوم الحادثة وإعلان وفاة الطفل عبدالرحمن وإبقاء شقيقه في العناية المركزة والحالة التي كان عليها الأب فقد استقبل عزاء أسرة القاتل وأدخلهم منزله وأكرمهم، فهو صاحب دين ومن الذين لا يفارقون المسجد وصلاة الفجر تشهد له وله أعمال خيرية في إصلاح ذات البين فجزاه الله كل خير.
الجدير بالذكر أن تبوك شهدت تنازلاً عن القصاص قبل أقل من شهرين ونشرت (الجزيرة) تفاصيل ذلك عندما تنازل المواطن بطبحان محمد العطوي عن قاتل ابنه لوجه الله قبل موعد التنفيذ بيومين وموقف أمير تبوك غير المستغرب من هذا العمل وتكريمه للعطوي وأمره بتسمية أحد الشوارع باسمه وتقديم مكافأة مالية كبيرة لأسرته.