Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/03/2008 G Issue 12945
السبت 30 صفر 1429   العدد  12945
سفير قرغيزستان في حوار مع «الجزيرة»:
خادم الحرمين يمتلك حنكة سياسية في إدارة الأحداث والمحن

حوار - علي سالم العنزي

أكد السفير قرغيزستان لدى المملكة أن علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية تتطور من يوم إلى آخر معرباً عن أمله أن تتطور هذه العلاقات بشكل أكبر وذلك للأهمية التي تحتلها المملكة في المنطقة وفي العالم ولما تمتلكه القيادة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما يمتلكه هذا الحاكم من حنكة سياسية وقدرة وخبرة عميقة في إدارة الأحداث والمحن التي تواجه المنطقة وفي هذا الشأن كشف السفير بأن رئيس الدولة بلون بيك باكير سيقوم بزيارة للمملكة في شهر ابريل المقبل لتوقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها أن تعلو بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستوياتها.

وخلال هذه الزيارة سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات وخاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات التي من شأنها وضع التسهيلات لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وبين رجال الأعمال ونسعى من خلال تلك الاتفاقيات إلى توثيق العلاقات بين رجال الأعمال وكذلك تطوير العلاقات بين الشعبين، وسيرافق رئيس الدولة خلال الزيارة عدد كبير من رجال الأعمال والوزراء.

وأثنى السفير على أسلوب المملكة في مكافحة الإرهاب منوها بالتجربة الفعالة في استئصال الفكر الإرهابي ووأده مستشهدا بأسلوب المناصحة التي استخدمته وزارة الداخلية مع الإرهابيين في ردهم عما كان يدور في أذهانهم وإعادتهم على الطريق الصحيح.

وفيما يلي نص الحوار..

* كيف تصف العلاقات السعودية القرغيزستانية؟

- خلال الخمسة عشر سنة الماضية لم يكن هنالك تأسيس للعلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك بسبب الحكومة القديمة التي كانت مسيطرة على قرغيزستان، لكن في عام 2005 وصل إلى عرش السلطة الرئيس الجديد بعد الثورة الشعبية (غرنارو ركيف) وكان من أول قراراته هو افتتاح السفارة في المملكة وذلك بعد أن التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في الأمم المتحدة في نيويورك نهاية 2005 حيث اتفق الطرفان على افتتاح السفارة وتبادل البعثات الدبلوماسية وبدأت علاقاتنا الثنائية منذ تلك الأيام فنحن وبشكل مستمر نحصل على كافة التسهيلات من جميع الإدارات والوزارات في المملكة والتفاهم وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بنشاطاتنا أو معاملتنا في المملكة إلا انه يجب علينا أن نبذل جهوداً اكبر لتطوير العلاقات فيما بين البلدين، وهذا ليس طلبنا نحن باسم الحكومة فقط وإنما هو طلب جميع الشعب. وفي الفترة الحالية علاقاتنا الثنائية تتطور من يوم إلى آخر آملين أن تبلغ مستويات عالية وبأوقات قياسية بإذن الله.

ورئيس الدولة (بلون بيك باكير) اجتمع في 2006 مع السفراء القرغيزستانيين وأشار خلال كلمة ألقاها في ذلك الاجتماع إلى انه يجب الاهتمام بالسياسية الخارجية وان تكون السياسة الخارجية جديدة وهي التي تنتهجها البلاد، مع التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية مع الدول العربية والإسلامية ونتيجة لذلك فعلاقاتنا ومنذ ذلك الوقت في تطور مستمر وبازدهار دائم.

وتأكيدا على ذلك فقد تم مؤخراً زيارة وزير الخارجية (عدنان قارابايف) إلى المملكة وكانت تلك الزيارة رسمية وبدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.

والتقى وزير الخارجية القرغيزستاني وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني حيث تم مناقشة عدد من المواضيع المهمة وخاصةً المواضيع الإقليمية والدولية كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد ورئيس صندوق التنمية السعودي يوسف البسام ووزير العدل والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ورئيس البنك الإسلامي للتنمية.

وتوثيقاً للعلاقات بين المملكة وقرغيزستان فسيقوم رئيس الدولة بزيارة للمملكة في شهر ابريل المقبل لتوقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها أن تعلو بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستوياتها.

كما أنني سعيد جدا بأنه تم تعييني سفيراً لقرغيزستان في المملكة العربية السعودية فقد تمكنت منذ قدومي إلى المملكة من أداء فريضة العمرة ست مرات بينما تمكنت من أداء فريضة الحج مره واحده.

*كيف تقرأ الصورة المستقبلية في تطور العلاقات بين البلدين في ظل تسارع النمو السياسي والاقتصادي العالمي؟

- العلاقات السياسية مع المملكة نسعى وبشكل دائم إلى تطويرها وتوثيقها للأهمية التي تحتلها المملكة في المنطقة وفي العالم ولما تمتلكه القيادة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما يمتلكه هذا الحاكم من حنكة سياسية وقدرة وخبرة عميقة في إدارة الأحداث والمحن التي تواجه المنطقة، ونحن سعينا إلى ذلك منذ أن افتتحنا السفارة في المملكة، بالإضافة إلى الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية القرغيزستاني للمملكة إلى جانب ذلك الزيارة التي سيقوم بها رئيس الدولة للمملكة فجميعها تصب في أن ترقى بالعلاقة بين البلدين إلى أعلى المستويات.

وفيما يتعلق بعلاقتنا المستقبلية اقترح وزير الخارجية القرغيزستاني أثناء زيارته للمملكة تنظيم الحوار بين دول آسيا الوسطى ودول مجلس التعاون الخليجي في كل إداراته وأقسامه (سياسي اقتصادي تجاري ثقافي).

كما أننا نأمل في المستقبل القريب أن نطور العلاقات الاقتصادية فيما بيننا، وخاصة أن قرغيزستان دولة كثيرة الإمكانيات ومن بينها الذهب والخام وغيرها من المواد بالإضافة إلى أننا نأمل من رجال الأعمال السعوديين أن يتجهوا باستثماراتهم إلى بلادنا لتوثيق تلك العلاقات وتطويرها، والدليل على تلك النوايا فقد قام وزير الخارجية القرغيزستاني بالدعوة خلال لقائه عدد من المسؤولين إلى عقد مؤتمر لرجال الأعمال القرغيزستاني السعودي الثاني في قرغيزستان علما بأن المؤتمر الأول كان في الرياض.

ونحن نسعى وبشكل جدي للانضمام إلى المجموعة العربية للتنسيق لتوثيق ارتباطنا بالمنطقة وهذه المجموعة تسعى إلى إنشاء المشاريع في البلدان التي تمتلك الطاقات والإمكانيات إلا أنها تحتاج إلى انطلاق المشاريع بها للنهوض بمستوياتها الاقتصادية وهي عبارة عن مشاريع إنسانية ومنها المواصلات والمدارس والمستشفيات.

ولابد أن نضع في عين الاعتبار الأحوال الاقتصادية في قرغيرستان والسياسية الاستثنائية هناك فالمستثمرين من كل الدول وخاصة من روسيا ومن الصين وكازاخستان أو أوروبا وأمريكا ومن دول كثيرة لا يمكن حصرها، إلا أنه لا توجد أي استثناءات من دول عربية بأي حجم كانت.

وقد وضع رئيس الدولة هذه القضية نصب عينية حيث ذكر في خطاب توجه به إلى رجال الأعمال القومي القرغيزستان بأنه يجب أن ندعو ونسهل الإمكانيات للمستثمرين من الدول العربية، وحاليا توجد لدينا مدن في قرغيزستان تملك من النفط ما يقارب 200 طن وأول استثمار وصلنا في هذا المجال هو من شركة روسية، كما توجد لدينا إمكانيات لإنتاج الطاقة وتقدر بـ170 بليون كيلو بايت سنويا، إلا أننا نهتم بالمستثمر العربي وتوجد كافة التسهيلات لمثل لحماية استثماراته وتأمينها.

* سعادة السفير كشفتم عن زيارة الرئيس القرغيزستاني للمملكة ما أبرز الاتفاقيات التي سيتم توقيعها؟

- هناك أفكار وضعت عندما التقى وزير الخارجية القرغيزستاني مع وزير الدولة للشؤون الخارجية حيث اتفقوا على تنظيم الزيارة الرسمية لرئيس الدولة للمملكة وتقريبا ستكون في ابريل 2008 وهو اقتراحنا ورغبة رئيس الدولة ونحن الآن في انتظار الجواب، وهذا كله يتوقف على جدول خادم الحرمين الشريفين.

وخلال هذه الزيارة سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات وخاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات التي من شأنها وضع التسهيلات لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وبين رجال الأعمال ونسعى من خلال تلك الاتفاقيات إلى توثيق العلاقات بين رجال الأعمال وكذلك تطوير العلاقات بين الشعبين، ونحن سنقترح التوقيع لعدد من الاتفاقيات، وسيرافق رئيس الدولة خلال الزيارة عدد كبير من رجال الأعمال والوزراء، ونحن نأمل أن نتفق مع وزارة الخارجية السعودية لتوقيع اتفاقية تنص على البرتوكولات السياسية، واتفاقية عن العلاقات التجارية، كذلك اتفاقية عدم ازدواج الضريبة وحماية الاستثمارات والأموال.

* المملكة واجهت التطرف واستطاعت السيطرة والقضاء عليه، فكيف ترون تلك التجربة؟

- الجمهورية القرغيزستانية هي عضو في كثير من الاتفاقيات الدولية التي تدين الإرهاب، واعتقد انه في المستقبل سنوقع اتفاقية بين المملكة وقرغيزستان في مجال مكافحة الإرهاب، وعندما تحتاج المملكة لخدماتنا فنحن مستعدون للمساعدة للقضاء على مثل تلك الظاهرة، والمملكة لها تجربة جدا فعاله في استئصال الفكر الإرهابي ووأده واكبر دليل على ذلك أسلوب المناصحة التي استخدمته وزارة الداخلية مع الإرهابيين في ردهم عما كان يدور في أذهانهم وإعادتهم على الطريق الصحيح.

* العالم يواجه الفكر المتطرف وكل بلد استطاع التعامل مع تلك الظاهرة بطريقة خاصة!! فما هي الحركات التي واجهتها قرغيزستان وكيف استطاعت التغلب عليها؟

- كان لدينا عدد من الحركات ولكنها ليست متطرفة بالشكل الذي ينظر إليه في الوقت الحالي في قراراتها ضد الحكومة أو السلطة، بل إنهم يطلبون عدد من الأمور ومنها ما كان في المجال السياسي والاقتصادي وبعضها اجتماعي ولا يمكن تصنيفها بأنها قوية أو ضعيفة ولكن في فترة سيطرة الاتحاد السوفيتي كان الإسلام محظور بينما الآن ومنذ 15 سنه أي بعد الاستقلال ففي بلادنا هنالك حرية كاملة فيوجد لدينا في بلادنا 85% مسلمين، ولهم حريتهم الكاملة، وبلدنا لديها ديمقراطية وحرية حيث إننا نسمع لتلك الجماعات ونتحاور معها ونلبي مطالبها.ولذلك نحن لا نعاني من تأثير تلك الجماعات.

أما فيما يتعلق بتأثير القاعدة فالحدود ليست مشتركة مع أفغانستان كما أن حدودنا يدافع عنها ضد أفغانستان الجيوش الروسية ولذلك لا يمكن أن نواجه أي تأثير من القاعدة، ونستطيع أن نقول إننا في بلادنا نسمع عن القاعدة ولله الحمد لم نراها، ونحن نعمل بجهود مقدمة قبل محاولة دخول مثل فكر القاعدة. وفي قرغيزستان لا توجد لدينا مجموعات معارضة خطيرة تطالب بتغيير السلطة.

والشعب القرغيزستاني يبني السلطة الديمقراطية ونمتلك نظام ديمقراطي ومن خلاله تستطيع أي جماعة معارضة مناقشه الحكومة ونحن نمتلك الحوار بين المعارضة والحكومة كمثال فهناك ما يمثل الشعب وهو البرلمان القومي وهو الذي يكون من خلال تغيير فكر الأشخاص سواء في السياسية الخارجية أو الداخلية أو الاقتصاد.

* هل ممكن تكشف لنا سعادة السفير عن الموقف الشعبي والرسمي تجاه القواعد الأمريكية والروسية الموجود في قرغيزستان؟ بالإضافة إلى قضية الدرع الصاروخي؟

- وجود القواعد في قرغيزستان أمر يثير الدهشة فمثلا يوجد لدينا قاعدتين واحدة أمريكية والثانية روسية ولا تفصل بينهما سوا 50 كيلو متر وتقع شمال الدولة قريب من العاصمة حيث يفصلهما عن العاصمة 40 كيلو، ولكن تأسيس تلك القاعدتين قام بناءً على قرارات رسمية صادرة من خلال مؤتمرات دولية تدعو إلى محاربة الإرهاب وكذلك بعد أن ظهرت احداث 11 سبتمبر 2001 وبداية الحرب في أفغانستان ضد حركة طالبان، وبالطبع فتلك القاعدتين هي مؤقتة وهذه هي نتائج مشاركه قرغيزستان في المؤتمرات الدولية المحاربة للإرهاب، ومن حيث الرأي الشعبي فهو دائما ما يكون مؤيد للقرارات التي تصدرها الدولة لانه يعتبر أ ن الدولة تبحث دائما عن وضع أفضل لقرغيزستان في المجتمع الدولي.

* ما هو موقف بلدكم في الأزمة الحالية بين إيران والمجتمع الدولي؟

- موقف قرغيزستان هو مع الموقف الدولي وهو ما اتفقت علية الدول في المؤتمرات الدولية وهو منع الدول من إنشاء المفاعل النووي للاستخدامات غير السلمية لما فيها من الخطر الذي سيواجهه العالم وبشكل دائم، أما فيما يتعلق في الاستخدامات السلمية فلكل دولة الحق في استعمال المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة لها، مما يساهم في إنتاج الطاقة بشكل أوفر على الدول وحسب احتياجات تلك الدول وحسب أنظمة المنظمة الدولية للطاقة.

* ما رأيك سعادة السفير في حركات الاستقلال التي تمارسها بعض الأقاليم عن دولها، سواءً تلك التي نجحت أو التي لازالت تحاول الانفصال؟

- وهل ترون أنها حركات تصحيحية لأوضاعها أم أنها ستؤثر سلبا على الاستقرار العالمي؟ هذه المشكلة التي تعاني منها دول العالم موجودة فحركات الانفصالية أو الاستقلالية لها الحق في تحقيق ذلك ولكن لتحقيق هذا الهدف يجب أن لا يكون عن طريق الحروب والقتال، للحفاظ على التوازن الدولي لان استخدام القوه في تنفيذ مثل تلك الأمور من شأنها أن توجد حربا عالمية مما سيخل بالتوازن الدولي، وأنا أعتقد تلك الحركات بإمكانها الانفصال عن طريق السلم والحوار وجهود المنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة.

* كلمة أخيرة سعادة السفير؟

- أشكركم على زيارة السفارة وأتمنى أن التقى وبشكل دائم في المستبقل مع رجال الإعلام في المملكة لتطوير التعاون الإعلامي فيما بيننا، كما أتمنى من رجال الأعمال الالتفات إلى قرغيزستان وزيارتها لأنهم وبكل تأكيد سيجدون ما يفيدهم وينمي استثماراتهم هناك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد