عبد الحفيظ الشمري
ضمن الأنشطة المنبرية المصاحبة لمعرض الكتاب الدولي بالرياض لهذا العام قدم الباحث الياباني تاكماسا سكوري محاضرة بعنوان (الرسوم المتحركة اليابانية الماضي والحاضر والمستقبل) وذلك مساء أمس.
فقد كتب (ساكوري) العديد من النصوص التي تعنى بثقافة الطفل في مختلف الأعمار ونفذ العديد من الأعمال الفنية ذات الطابع الترفيهي (ماسنجر) هو أحد الأفلام المشهورة الذي يعد ذا صيغة تقليدية ربما استخدم في الماضي.
وأضاف المحاضر (ساكوري) مؤكداً أن الأسباب التي جعلت الرسوم المتحركة مقبولة في العالم تمثلت في الأصل بأن الرسوم الكارتونية صاحبت التطور الإعلامي الجديد في العالم، وأمر آخر يتمثل في وجود المجلات والصحف والتلفزيون فقد تأثر بها القارئ ومن ثم تأثر بها المشاهد في الكثير من الأمور الحياتية مثل المشاهير في كرة القدم والفن.
المجلات المصورة كانت هي البداية لنهوض هذا الفن الجديد - كما يشير المحاضر - إلا أنه يرى أن شعبية هذه الرسوم تجذرت في عالم الإعلام المرئي. ويشير المحاضر إلى أن المجتمع الياباني عني بمثل هذه الفنون وظل الاعتقاد السائد لديهم بأن الرسوم المتحركة هي ليست للصغار فقط إنما هي لكل الأعمار.. ومن هنا يرى (ساكوري) أن النهضة الفنية لهذه الفنون التي تتضمنها الرسوم المتحركة.
كما استعاون بالعديد من الصور والشرائح التعريفية التي تؤكد أن الرسوم المتحركة تمر بالعديد من المراحل إلا أن الباحث استقدم (الرسوم المتحركة) (الصور المتحركة) كعبارات يتداولها الجميع دون التفصيل في أمر هذه التعريفات.
وفي أمر متصل بعالم (الرسوم المتحركة) شرح المحاضر العديد من النقاط التي تمر بها صناعة الأقلام التي يتم الاستعانة بالفنانين الماهرين في الرسم والتلوين الخطور، حيث يوفر هؤلاء العديد من الرسوم التي تحدد معالم العمل المراد إنتاجه.
ويرى الدكتور (ساكوري) في معرض محاضرته أن الكثير من الشركات أخذت زمام المبادرة بعد أن ثبت أن التلفزيون غير قادر على إنتاج مثل هذه الأعمال الكارتونية، فقد اتجهت هذه الشركات المتخصصة الى تقديم الكوادر المدربة لتقديم العديد من الأعمال إلا أن هناك مشكلات وسلبيات واجهت هذه الشركات مثل الضعف في النص والخواء في الفكرة وقلة العاملين على الرغم من تدريبهم كما أسلف قبل قليل.
ويرى المحاضر أن هذه العملية الفنية في صناعة الأقلام الكارتونية تمر بعدة مراحل وقد يتم استكمال هذه الأعمال في دول آسيوية أخرى نظراً لنقص الأعداد اللازمة في اليابان على وجه التحديد. كما أشار إلى أن ندرة الأفلام اليابانية يعود إلى أسباب تقنية فنية وليست آلية، فالكمبيوتر متوافر إلا أن اليابان بحاجة إلى فكر إنساني جيد يحقق الفكرة المتميزة التي تخدم الجيل الجديد.
ويختتم المحاضر ورقته بالحديث عن أهمية توفير بيئة خصبة لإنتاج أفلام مميزة تحقق المتعة والفائدة إلا أنه يرى أهمية أن تكون الرسوم المتحركة عملاً صعباً ولا سيما اعداد الصوت الذي يعادل مستوى الصورة، وهذا يتطلب جهداً كبيراً من قبل المنتجين لمثل هذه الأفلام.
وفي العرض الذي قدمه أمام الحضور لهذه المحاضرة جاءت الصورة الأولى موجهة للطفل باعتباره هو العنصر الإنساني المؤثر في حياة الأمم.. فقد جاء الفيلم الأخير في المحاضرة مؤكداً قضية الفكر المتحقن بفكرة (الحرب) أو ما بات يعرف بإثبات الذات أو الدفاع عن النفس على نحو تحول السمكة إلى غواصة والحقيبة المدرسية إلى هيئة عبوة قاتلة وما إلى تلك المفارقات العجيبة.
في نهاية المحاضرة وردت أسئلة ومداخلات للحضور كانت تدور حول (ندرة) مثل هذه الأعمال.. فقد قرأ مدير المحاضر بعض الأسئلة واستبعد الكثير منها نظراً لضيق الوقت. جاءت إجابات الدكتور ساكوري مقتضبة ركزت على أهمية الموهبة التي تسهم في بناء عمل يخدم المشاهد في العالم لكي لا يكون الأمر مجرد تجربة قد لا تكون محققة لأهدافها الضرورية.