الجزيرة - عبدالمحسن الحقيل |
كان الحديث في إيوان القصر ليلة الجمعة عن الجوائز المقدمة للأعمال الأدبية.. دار الحديث حول عدة نقاط منها: أن الجوائز في قسمين: قسم تحت مظلة جهة رسمية، وآخر تحت جهات لها أهداف تسويقية والمشاركة في الأخيرة غير مجدية للمبدع غالباً.. وتطرق الحديث عن اللجان التحكيمية وأهليتها وعمليات الاختلاس التي يصعب اكتشافها.. ثم حضر الدكتور محمد الهاشمي فتحول الحديث إلى مسابقة قناة المستقلة، وأكد الهاشمي أنها قناة سبقت كل القنوات في طرح مسابقة الشعر الفصيح وتطرق لمشكلته مع توفير مبلغ الجائزة والتحديات التي واجهته، مبيناً أنه أعلن عنها وهو هنا في الرياض موضحاً أنهم تحاشوا الاعتماد كثيراً على التصويت لتكون اللجنة هي المرجع الرئيس في التقييم. |
حضر الأمسية الدكتور آل زلفة وعدد من الأكاديميين والشعراء وألقيت قصائد كثيرة اخترنا منها مطلع قصيدة لإبراهيم مفتاح شاعر جازان وقصيدة لفراج الشدوي: |
ما لم تقله المرايا |
شعر: إبراهيم مفتاح |
أشعل مدادك يكفي حبرنا الورم |
وما به تتخم الأوراق والقلمُ |
أشعل مدادك وجه الصحو منطفئ |
وغادة الشعر ثكلى والحروف دمُ |
أشعل -فديتك- ركضاً وجه صافنة |
تستقدم الصبح ليلاً حين تقتحمُ |
أشعل -فديتك- جرحاً طعم حرقته |
نارٌ تمرد في أحشائها الألمُ |
يا واهب الصخر رعباً طلعه ثمرٌ |
وموسماً في ثراه يورق الكلمُ |
اقرأ -بربك- نص النصِّ مختلفاً |
عما روته لنا الهيئات والنظم |
لنرتدي أحرفاً ما مسها لغبٌ |
ولا ترامى على أطرافها هرمُ |
ها أنت والموت كالصنوان بينهما |
طفل جراحاته أغوارها قممُ |
دم الكتابة في أقلامنا نشفت |
عروقه وامتطى أقلامنا سأمُ |
|
لستِ ما أرجو ولكنك نحن |
من ترانيم الهوى في شفتيّا |
وحكايات من الأشواق عادت |
تعبر الذكرى من الماضي إليّا |
وطعونٌ سافرت في الصدر دهراً |
ثم جاءت لترى الجُرح نديّا |
وفضاء غصّ من صمت أنيني |
فمتى يسمع للصمت دويّا |
لست ما أرجو ولكنك بر |
هان لقلبي أنه ما زال حيّا |
ودليلٌ أنني أشرب حزني |
فإذا فضت جرى من مقلتيّا |
يا أبناء الحزن في أرض غرامي |
هل سيهوى ذلك الصرح عليّا |
فأنا ما زلت في أرضك أحيا |
وسأبقى لهوى أرضي وفيّا |
ويح قلبي كيف أعطاكِ حياتي |
ألكِ العمرُ ولا أملك شيّا؟ |
ها أنا أوثقت في الحب قيودي |
فلِمَ قيدك جافى معصمياً؟ |
أخبريني من أحال الحسن طغياً |
ناً وجوراً وعذاباً أبديّا؟ |
اصدقيني في زمن صار فيه الـ |
كذب لوناً وسلوكاً أنثويا؟ |
فأنا نص من الحب قديمٌ |
قِدم التاريخ إذ كان نقيّا |
لم تلوّثه يد المتعة يوماً |
بل تجلّى في عُلا الحب عصيّا |
كلما يغتال أحزاني لقاء |
تلد الأحزان للحب صبيّا |
|