لن نختلف طويلاً حول سلبيّة الإداري المتردد الذي يحتمي بالنظام واللجان حتى فيما لا نصّ صريحاً حوله، وحتى لو أدت اللجان إلى إعاقة الموضوعات أو تعقيدها.
** لكننا سنتختلفُ كثيراً حول إيجابيّة المفكر الذي يعتمد التحوط في إبداء رأيه حيال قضية عامة لا تمس الثوابت المجمعَ عليها في كل الأزمنة والأمكنة.
** نعيبُ على الإداري تردده، ثم يحمد بعضنا مسايرة المزاج السائد، وتسويق المنع والقمع، وفقاً لمعايير متغيرة تعودُ لشخصنة الموضوعات وأدلجتها مرتبطةً بأشخاصٍ ومصالح وتيارات.
** تغيبُ لدينا قياسات الرأي العام؛ فنكتفي بقياس علوّ الصوت، واستعداء المسؤول، واستدعاء مشاعر العامة تخويفاً من ظاهرة ومظهر أو إشارة ومؤشر.
** هنا يتحول المثقف إلى تابع وإن خال أنه متبوع، وينتفي دوره الطليعي (الآني والمستقبلي) في تحريك الآسن وتوجيه المتحرك.
** المعادلة هنا هي بين حدث يرسم الفعل، وحديث يكتفي برد الفعل، أو بين مفكر لا تعنيه الواجهة ونجم يطمح للوجاهة، وبينها المسافة كتلك الفاصلة بين الذرى والثرى.
** يمر النجم سريعاً، وينتهي باختفائه عن الصّورة الإعلامية والمجتمعية، وينأى الباحث والعالم والمفكر عن (الجماهيريّة)، ما يتيحُ له حريّة في الرأي واستقلالاً في الرؤية؛ فيسيرُ هوناً، ويضيف لوناً، ولا يعنيه كمّ المعجبين.
** يقودُ هؤلاء المشهد وإن نأوا، وينقاد أولئك وإن دنوا، وربما جاء الانتشار نذيراً بالاندثار.
* الحريّة استقلال.
Ibrturkia@hotmail.com