كثرت ضروب الحياة وتعددت مجالاتها، وتفرعت الفروع وفروع الفروع، وكثرت المسارات واختلطت الكثير من الأمور، ونودي في بداية عصرنا الجديد (بالتخصص) وضرورته في شتى المجالات، بل إن التخصص ذاته يستدعي تخصصات في فرعياته! حتى تتضح الرؤية ويحفر الإنسان حفرة واحدة يرى أثر جهده فيها، لا أن يحفر في كل صوب، فلا هو الذي أنجز ولا هو الذي ارتاح من العناء (كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)!.
***
(التخصص) سمة العصر التي تعد ضرورة من الضرورات، بل ربما أصبحت مسلمة من المسلمات، كي ينال كل مجال ما يستحق من جهد وسبر لأغواره.. ما يدعوك للدهشة والاستغراب ما تضج به الساحة من (موسوعيين) لا يملكون من هذه الكلمة إلا التعدد لا الإبداع على مختلف المجالات، ولكم على سبيل المثال ما ينضح به الإعلام من أناس نراهم تارة ممثلين، وأخرى مطربين، وفي (طرفة) عين تشاهدهم يديرون دفة الحوار مذيعين، وفي (انتباهتها) يتصدون لمسائل الشرع مفتين! فتضيع السفينة في اليم المتلاطم ولا ندري ماذا يكون هؤلاء ولا ماذا يريدون؟
ولن تجد جهداً في رؤية هؤلاء (الموسوعيين) فبمجرد الضغط على أزرار (الريموت) ترى الشخص ذاته في أكثر من قناة يحمل الكثير من الصفات الآنفة!!
***
إن السلاح جميع الناس تحمله
وليس كل ذات المخلب السبع
(المتنبي)
almdwah@hotmail.com