ونحن نعيش (عرس الكتاب) هذه الأيام، أتمنى أن تبادر وزارة الثقافة والإعلام إلى البدء بتنفيذ وتفعيل خطوتها الموفقة التي أعلنت عنها وهي تحويل (المكتبات العامة) إلى (مراكز ثقافية) تسهم في إقامة المناشط الثقافية من محاضرات وأمسيات وندوات لتكون فعلاً منابر تنوير ثقافي وحراك اجتماعي بدلاً من بقائها مخازن للكتب فقط!
إن هذه الخطوة تأخذ أهيمتها من انتشار المكتبات العامة في كافة المناطق والمحافظات مما يجعل (الأنشطة المنبرية) موجودة في كافة أرجاء المملكة، فضلاً عن أن هذه الخطوة تسهم في ارتياد المكتبات حيث ستجعل من يرتادون المناشط الثقافية من مثقفين وشباب ينفضون الغبار عن كتبها.. وهنا يتم ضرب عصفورين بحجر واحد!
إننا نتطلع إلى سرعة تفعيل المكتبات العامة ومشاركتها في منظومتها الثقافية، وما ذلك على وزارتنا بعزيز.
هذا التاجر
وقناعة في زمن الغلاء
** إعلان يشي بالفرح والقناعة نشرته هذه الصحيفة على صفحتها الأخيرة يضع حقيقة جميلة أمام المستهلك حول مادة غذائية مهمة لم يزد سعرها منذ تسعة وعشرين عاماً سوى 20%.. هذا الإعلان نشرته مزارع فقيه للدواجن أوضحت فيه وعبر إعلان نشرته قبل تسعة وعشرين عاماً أن سعر طبق البيض بعشرة ريالات، وفي إعلانها الأخير الاثنين الماضي أوضحت أن سعر الطبق (12) ريالاً.
نقرأ هذا السعر، ونسعد بهذه الزيادة المعقولة، بل والطفيفة في ذات الوقت الذي نجد فيها زيادة 10 و20% تحصل في كثير من المواد الغذائية بين اليوم وسابقه.
تحية للشيخ عبدالرحمن فقيه سابقاً ولاحقاً فهو أنموذج (للتاجر) القنوع الذي يخشى الله عندما يضع أسعاره لكيلا ينال الضرر كثيراً من المستهلكين من فقراء وأرامل وأيتام ومحتاجين!
وكم نتطلع أن يكون الشيخ فقيه قدوة لغيره في القناعة ووضع أسعار معتدلة رغم الغلاء الذي طال كل شيء وقبله الجشع الذي استوطن قلوب بعض التجار.
إن الشيخ عبدالرحمن فقيه أحد رجال الأعمال الذين يفخر بهم الوطن ويحبهم المواطن عبر إسهامه في الحد من الغلاء والترفع عن الجشع لاستمرار مظلة الرخاء ومن جانب آخر فإن مشروعاته العمرانية والتعليمية والخيرية، وبخاصة لقاصدي بيت الله الحرام مثل تصديه وتأسيسه لأول مشروع عمراني عملاق قبالة بيت الله الحرام وهو (المشروع الأول لشركة مكة للإنشاء والتعمير)، ومثل تطوعه في تلطيف جو عرفة للتخفيف على الحجاج من وهج الشمس والحر، جعل الله ذلك في موازين أعماله.
وبعد:
بارك الله في تجارة الشيخ عبدالرحمن وأمثاله من التجار الذين يخشون الله في غيرهم، وينأون عن الإضرار بهم على حساب زيادة أرقام أرصدتهم، وإنني أدعو وزارة التجارة إلى تكريم الشيخ فقيه وأي رجل أعمال لا يركض وراء موجة الغلاء والجشع، ويكتفي بالربح المعقول الذي لا يضار منه الآخرون.
هل رحلوا فعلاً
** ألا تمر عليكم لحظات تتذكرون بعض الأحباب وبعض القامات التي كانت مد السمع والبصر، وتكادون تشكون برحيلهم عن الدنيا لرسوخهم في القلب والذاكرة والمشاعر لكن الإيمان بالله ثم حقيقة رحيلهم تجعلك تعود من رحلة الشك إلى اليقين!
من تلك الأسماء المعروفة التي أشعر كأنهم أحياء بيننا: يذهبون ويتكلمون ويعطون مثل الشيخ حمد الجاسر، الأمير فيصل بن فهد، الشيخ محمد بن جبير، الشيخ عثمان الصالح، الشيخ عبدالعزيز التويجري، الشيخ عبدالعزيز بن باز، الشيخ إبراهيم العنقري، الأمير فهد بن سلمان، الشيخ عبدالعزيز المسند، وأ. صالح العجروش، رحمهم الله جميعاً، وغيرهم كثير كثير من أحباب وأصدقاء وأقارب ومشهورين!
الله.. كانوا بيننا بعطاءاتهم وأحاديثهم وضحكاتهم وحركاتهم وسكناتهم، والآن سكنوا الثرى، رحلوا من ظهر الأرض إلى بطنها وغادروا قلوبنا إلى قبورهم.
رحمهم الله وجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
آخر الجداول
** ل د. غازي القصيبي:
(أظن هذا الظمأ أقوى من الماء
أقوى من الرّي.. من حلم الينابيع
أظنه صار جزءاً من شراييني
كالنار.. يكويني
أظنه صار في تكوين تكويني!!)
فاكس 014565576
Hamad.Alkadi@hotmail.com