Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/03/2008 G Issue 12943
الخميس 28 صفر 1429   العدد  12943
بعد مرور عقدين من الزمان على تدشينه
«الجزيرة» تقدم استاد الملك فهد من صحراء إلى درة البناء

كتب - فهد السبيعي

تعزز الذكرى التاريخية بافتتاح استاد الملك فهد الدولي بالرياض المسيرة التقدمية والنقلة التطويرية في الرياضة السعودية بوجود هذا الصرح الشامخ ولا يدور بخلد أي كان عندما يدخل من إحدى بواباته المتعددة مدى النشأة الجوهرية لبناء وتشييد واحد من أروع المعالم والملاعب الرياضية على مستوى العالم (درة الملاعب) ورمز التفنن والإبداع الحقيقي تجلى في هذه التحفة المعمارية التي ضمت بين جنباتها مسيرة النجاح الطويلة من تنظيم وانتصار وإنجاز كتب باسم المملكة العربية السعودية، صفقت له ملايين من المتفرجين والمشاهدين والمبهورين الذين احتضنتهم خيام الاستاد الشهير.

فمنذ أن أنشد محمد عبده وطنيته الشهيرة على أرض هذا الاستاد في يوم افتتاحه (فوق هام السحب) والمسيرة متواصلة والنجاحات عالية بعلو الشهب، كيف لا، وهذا المكان الرائع يجد كل أنواع الحرص والمتابعة الدقيقة من لدن القيادات الرياضية بدءا من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - امتدادا بالاهتمام والمتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل. الأسطورة الرياضية التي احتضنت الكثير من المناسبات المتعددة في الألعاب المختلفة كانت شاهدة على الحضور الجميل والصدى الأجمل لدى جميع رياضيي العالم الذين وصفوا هذا المكان بما يليق به حتى توشح باسمه الذي عرف به على مر الأجيال (درة الملاعب) والحكاية لم تنته بعد فما زال للنجاح بقية - بإذن الله - التفاؤل يملأ الصدور بأن يكون في المستقبل أجيال أخرى تؤكد على أهمية ومكانة هذا المعلم الشهير بين ملاعب العالم. فعندما حضرت منتخبات الألمان والبرازيل والإنجليز والأرجنتين وغيرها من أشهر المنتخبات العالمية لم يغادروا أرض المملكة إلا وتركوا انطباعا كبيرا عن الاستاد الملك فهد، ولم يقف الأمر عند هذا بل امتد إلى البطولات العالمية والعربية التي حققت لرياضيي العالم فرصة الوجود فيه بدءا من كأسي الخليج التاسعة والخامسة عشرة إضافة إلى بطولات القارات الثلاث التي احتضنها الاستاد أعوام 1992م - 1995م - 1997م وكأس العالم للشباب عام 1989م والبطولات العربية التي استضافها كل من الهلال والنصر والتي حققها الهلال، وكذلك مباريات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم أعوام 94 - 98 - 2002 - 2006م وكأس الأندية الآسيوية مرورا بكأس المؤسس- طيب الله ثراه- ناهيك عن المسابقات الأخرى في بطولات ألعاب القوى وحضور ناديي فالنسيا ومانشيستر يونايتد الشهيرين في حفلي اعتزال نجمي الكرة السعودية يوسف الثنيان وسامي الجابر. فالكثير الكثير من المناسبات التي احتضنها هذا الاستاد العملاق، وكثيرا ما احتضن هذا الملعب لحظات الفرح وشاطر أيضا بعض لحظات الحزن مع جميع الرياضيين بمختلف ميولهم، فكان يقف شاهدا كبيرا للمسيرة الرياضية في كل أنواعها، وكان من الملزم اقتناص هذه المناسبة والتحدث عن تاريخ إنشاء درة الملاعب العريق وأبرز ذكرياته راجين من الله العلي القدير أن يكون المستقبل مشرقا للرياضة السعودية في قصة معلم آخر سيكون في المستقبل القريب إن شاء الله وفي درة أخرى يجري العمل عليها.

كلمة مدير الاستاد

كيف تحولت الصحراء القاحلة إلى معلم حضاري ما بين يوم الأربعاء 10-1-1403هـ الموافق 27-8-1982م وهو يوم توقيع عقد تنفيذ استاد الملك فهد الدولي بالرياض ويوم الثلاثاء 21-2- 1403هـ تاريخ بدء العمل في تنفيذ أعمال البناء إلى يوم الجمعة 2-7- 1408هـ موعد أول مباراة ودية أقيمت بين المنتخب السعودي وفريق رابيد فيينا النمساوي وانتهت بفوز المنتخب السعودي بهدف سجله اللاعب ماجد عبدالله كأول هدف يسجل في استاد الملك فهد الدولي أشرقت بعدها شمس يوم تاريخي شهد تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- ألا وهو يوم الأربعاء 14 رجب 1408هـ الموافق 2 مارس 1988م، وفي تمام الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة حيث افتتح- رحمه الله- وبحضور قيادات الرياضة من قارات مختلفة ورؤساء اتحادات حيث كانوا وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز- طيب الله ثراه- الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك والذي قدم للرياضة السعودية والخليجية والعربية والقارية والعالمية خدمات لا يمكن أن ينكرها أحد. كان ذلك اليوم المشهود تاريخيا والمناسبة التي خلدها التاريخ هي مناسبة افتتاح استاد الملك فهد الدولي وافتتاح كأس الخليج التاسعة، وبعد افتتاح اللوحة التذكارية بتشريف الملك فهد- رحمه الله- بدأت مراسم الافتتاح وتحدث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- بكلمات ورد ضمنها (خادم الحرمين الشريفين أن الفرحة تغمرنا جميعا. فرحة لقاء الشباب قائده. وفرحة اللقاء المتجدد بين شباب الخليج بمشاهدة هذا الإنجاز العظيم الذي أهداه خادم الحرمين الشريفين أيده الله استادا دوليا لهم في دورتهم هذه ليلتقوا فيه تحت سقف خيمة واحدة وليتبين لهم أن أروع تقنيات العصر يمكن أن تسكن قلب الخيام وأن تخضع لأصالة الصحراء وفاء للتاريخ وإجلالا للماضي المجيد، هكذا أيها الإخوة الأعزاء يقف استاد الملك فهد الدولي صرحا شامخا ويصير تحفة الشرق الرياضية الرائعة، وباسم هذه الجموع الغفيرة وباسم جميع الشباب الخليجي يشرفني أن أتقدم إلى خادم الحرمين الشريفين بخالص الشكر وعظيم الامتنان والتقدير على دوام رعايته لأبنائه الشباب وكريم عنايته لهذه الأجيال التي وفر لها وسائل النجاح، ومهد لها طرق الكرامة والفلاح لتسير على نهج الآباء والأجداد تحت راية التوحيد الخالدة. وتحدث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله - بهذه المناسبة - حيث قال (الكلمات ربما تكون كثيرة ولكن الواقع هو الذي يتكلم عما وصلت إليه هذه البلاد من تقدم في جميع المجالات، وهذا الحمد لله من نعمة رب العزة والجلال لأن هذا البلد جعل الهدف الرئيس الأول هو المحافظة على كتاب الله وسنة رسوله واتباع ما أمر به رب العزة والجلال وما أوضحه نبيه صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، ولذلك لا نستغرب عندما نجد أي مشروع كان يفتتح في هذه البلاد التي أنعم الله علينا بأقدس مكانين مكة والمدينة فمهما عمل في هذه البلاد من أي مشروع من المشاريع البناءة فهو واجب تؤديه الدولة، ويساهم فيه كذلك المواطن السعودي بمجهود كبير يشكر عليه، أتمنى أن تستمر مشاريع الخير بصفة مستمرة إن شاء الله).

في ذلك اليوم المشهود كان للفرح آلاف المعاني وللدموع بالفرح أغلى التعابير بعد الافتتاح مباشرة ومع مفاجأة امتلاء مقاعد استاد الملك فهد الدولي دخلت إلى ساحة الملعب ومن مفاجأة ما أراه أمام حيث تجاوز أعداد الحضور الطاقة الاستيعابية للمدرجات ما وجدت إلا لغة البكاء فرحا، وكان شهود الحالة مباشرة مسؤولون أذكر منهم الأستاذ عبدالرحمن الدهام والأستاذ موسى السليم والعميد عمر باصفر والعقيد عبدالحميد فراش كانوا شهود الحالة ثم انتهت مراسم ومباراة الافتتاح ثم تتالت مباريات كأس الخليج التاسعة، وكنت يوميا أشاهد كبار المسؤولين بابتساماتهم وأفراحهم في أيام اللقاء وأذكر أول مباراة أقيمت كانت بين المنتخب السعودي ومنتخب سلطنة عمان حيث سجل اللاعب فهد الهريفي أول هدف في مباراة رسمية واللاعب يوسف جازع الهدف الثاني. ثم تتالت البطولات الدورات ليستضيف استاد الملك فهد الدولي كأس العالم للشباب خلال الفترة من 10-25 رجب 1409هـ الموافق 16-2 إلى 3-3-1989م وسيجد القارئ العزيز إحصائيات عن البطولات والمناسبات والأهداف بالإضافة إلى الزيارات التي تمثل قيادات رياضية ووزارات وهيئات دبلوماسية ومستشفيات ومدراس ومعاهد وجامعات.

تاريخ يعجز اللسان عن وصفه ودعم من الدولة لقطاع الشباب، ثقة من الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تشرفت بها كما تشرف بها زملائي ثقة ودعما ومتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد - حفظه الله - الرئيس العام لرعاية الشباب سأبقى أحلق في فضائها ما حييت وحرص ودعم وأمان من الله، ثم من قبل نائب الرئيس العام صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد - حفظه الله - وعرفان وشكر لجميع مسؤولي الرئاسة والوكلاء والمديرين العاملين، ولن أنسى في يوم من الأيام سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية مهندس مستشار محمد حمد اليحيى رجل وقف بكل وفاء وإخلاص لدعم الشباب السعودي وخدمة الوطن، كما لا أنسى نائبه سابقا سعادة المهندس فهد محمد التركي واللذين كانا حقا في فترات البناء الأولى ومراحل التنفيذ والتشغيل والإعداد الأول خير من قدم أمثلة حية للوفاء للأوفياء، وبعدها تتالت النجاحات ليخرج أجيال ممن يستحقون الوفاء لوفائهم، واليوم ونحن نمر بالزمن لنصل إلى هذا اليوم مودعين 20 عاما لنستقبل العام الـ21 يحدونا الأمل ويملؤها الطموح في أن نصف بالعمل حقيقة أن المملكة العربية السعودية تعني في قلوب أبنائها الوفاء والولاء والمستقبل الطموح.

والله من وراء القصد

مدير عام استاد الملك فهد الدولي

كبير المهندسين سلمان محمد النمشان

الإحصائيات حتى يوم السبت 23- 2-1429هـ الموافق 1-3-2008م

عدد المباريات - 510 مباراة

عدد حصص التدريبات - 279 تدريبا

عدد مناسبات ألعاب القوى - 27 بطولة

عدد الأهداف التي سجلت 1395 هدفا

عدد الجماهير بجميع المناسبات 10.200.000 متفرج

عدد الزيارات - 5305 زيارة

عدد الزوار - 127.500 زائر




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد