لأن العهد الذي نعيشه (عهد الخير) و(الوفاء) فإن مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة هذا العام في دورتة الثالثة والعشرين ذو طابع خاص طابع متميز، فالمهرجان الذي يفتقد أحد رجاله الذين اسهموا بفكرهم وعطائهم وجهدهم في اطلاق هذا المهرجان والذي اصبح سمة ثقافية وحضارية بارزة لكل العرب حيث يحرص المفكرون والمثقفون العرب على المشاركة في هذه التظاهرة الكبيرة. ولأن صاحب ومطلق فكرة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة هو رجل الوفاء، الذي لا يمكن ان يغفل دور أحد رجاله الذين افنوا شبابهم وعمرهم حتى آخر يوم من حياته التي عمرت بالعمل الجاد من أجل الوطن وقيادة الوطن، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز كوفاء والده الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن لن ينسيا رجالهم الاوفياء، فجاء تكريم الفقيد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري في يوم الجنادرية في يوم الثراث والثقافة وهو الرجل الحاضر الغائب في مهرجان اقترن به، فقد ساعد قائده وقائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كان منفذا امينا لفكر القائد وهو ذو لمسات ابداعية فكرية هي اسلوب المفكرين الفلاسفة المعلمين الذين يقتحمون التاريخ ويتركون بصماتهم، وتظل هاماتهم شاخصة رغم رحيلهم عن الحياة.

ذلك هو الفقيد المرحوم عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري الذي هو رجل الدولة، ورجل الادارة، المفكر، الكاتب، الفيلسوف، الذي أعطانا في كتبه الشيء الكثير، وكان قد نشر منها ثلاثة عشر كتاباً تحمل بين ثنايا اوراقها حكمة التاريخ ونهج الفلسفة ونبل الكلمة ورشاقتها.

ألقاب وصفات كثيرة أطلقت على الشيخ الوقور، وسبقت اسمه الكثير من النعوت، الا أنني وانا الذي كان لي شرف اجراء احد حوراتي الصحفية معه، وحظيت بثلاثة لقاءات لاطلاعه على اعمال صحفية، تعلمت منه رغم السويعات القليلة التي حظيت بها.

متأثراً بتلك السويعات أحب أن اسميه (المعلم).. نعم فانت وفي حضرته تشعر انك امام مدرسة تشع ومضات غرس المعرفة والفكر في ذهنك وعقلك وفؤادك.. تتعلم منه وانت في حضرته لتخرج وانت مزود بسلاح من الحكمة والفلسفة وحسن التدبير والتصرف، وان احسنت للاخذ بها فذلك حظ لا يتوفر لغيرك.

نعم (معلم) لجيل كامل واجزم ان كل من زامل وعايش وعمل مع الشيخ المعلم لابد وأن يكتسب نصيباً وافراً من خبرة الحياة وحكمة المعرفة.

المعلم التويجري اليوم في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة يؤكد حضوره بالتكريم الذي أبرز نبل ووفاء قائد يعرف قيمة رجاله الذي لا يمكن ان ينساهم حتى وان غيبهم الموت.. ففكره وعلمه يعيشان بيننا.