Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/03/2008 G Issue 12943
الخميس 28 صفر 1429   العدد  12943
صدى لون
اغتيال الجمال!!!
محمد الخربوش

هل تؤيد إلغاء مادة التربية الفنية؟؟. هكذا طرحت إحدى قنواتنا التلفزيونية السؤال على عيِّنات من المتسوقين من رواد الأسواق التجارية!! سؤال عجيب فعلاً واستفزازي لنا بالذات محبي التربية الفنية ومن في حكمنا ممن يسكنهم عشق الجمال.

لا أدري هل نضبت الأسئلة ولم يتبقَ إلا هذا السؤال؟!.. عموماً مادة التربية الفنية في مناهج التعليم العام مادة هامة ومادة شيقة ذات أهداف ومرامٍ وأبعاد جمالية وسلوكية متى ما تم توظيفها واستغلالها الاستغلال الأمثل من قبل معلمي المادة كيف لا وهي تعلم الطالب عشق الجمال وتنمي لديه الحس الفني وتذوق الجماليات في كل شيء إضافة إلى أن التعامل مع الألوان متعة ورحلة شيقة يسافر معها الطالب في عوالم اللون وفضاءاته ويتعلم من خلالها أيضاً كيفية التعامل مع المعطيات الحياتية والسلوكية بما يُمكِّنُه من تهذيب نفسه وتوجيهها التوجيه الأمثل نحو مثالية التعامل مع الآخر والرقي بذوقه بشكل عام.

أعود للسؤال (الصدمة).. وقد صُدمت أيضاً من بعض إجابات من طرح عليهم - بضم الطاء - عندما قال البعض منهم أن هذه المادة ليس لها تأثير أو أنها مادة عديمة الفائدة كما قال البعض أو أنها مضيعة لوقت الطلاب كما قال آخر إنني أتساءل وبمرارة عن دور مدرسي التربية الفنية والذين هم أكثر الناس الذين تقع على عواتقهم مثل هذه النظرة السلبية لمادة التربية الفنية.

وكان حرياً بمعلمي ومعلمات التربية الفنية أن يغرسوا في نفوس أبنائهم الطلاب والطالبات حب هذه المادة ودورها البارز على حياتهم ومستقبلهم، إضافة إلى دورها الكبير في تنمية الحس الجمالي لديهم وتهذيب سلوكياتهم وقدرتها على رفع الذائقة الجمالية لديهم بما يمكنهم أيضاً من امتلاك القدرة على فرز الجمال وإدراكه في كل المعطيات الحياتية المختلفة وتوجيه سلوكياتهم نحو الرقي وجمالية التعامل مع الآخرين كما أسلفت.

أتمنى على وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في مناهج التربية الفنية بما يتلاءم مع معطيات المرحلة وبما يخلق أجيالاً مدركةً للمادة بمعطياتها السلوكية والجمالية إضافة إلى تأهيل معلمي المادة بما يُمكِّنُهم من الإلمام بها جيداً وإيصالها إلى المتلقي بصورة أكثر جاذبيةً وتشويقاً.

شكراً لكم أنتم






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد