لا أعتقد أن هناك مدير تعليم أياً كان مستوى أو حجم ما تديره إدارته من مدارس لا يسعد بأن يكون أحد منسوبيها طرفاً في تمثيل الوطن في مناسبات عالمية. ولا أعتقد أن هناك من لا يبحث عن مثل هذا الشرف الذي يمثله وجود معلم أو موظف في محيطه أو ضمن هيئة التدريس في إحدى المدارس التي تتبع إدارته وضعت فيه الثقة واختير ليكون عضواً في وفد ثقافي يرفع اسم الوطن واسم المنطقة والإدارة دولياً.
هذه التساؤلات يدفعني لطرحها الكثير من معاناة المعلمين التشكيليين الذين يتم اختيارهم للمشاركة في معرض أو مناسبة تشكيلية خارج الوطن من قبل المؤسسات المعنية بالثقافة ومنها وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشئون الثقافية وقبل ذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب مما يعني أن القضية أزلية لم يتحقق لها حل مع أن الأمر لا يستحق هذا التعنت أو إعاقة التنفيذ حينما يتقدم معلم إلى إدارة التعليم التي ينتسب إليها بخطاب من أي جهة رسمية انطلاقاً من مبدأ التعاون الذي يتردد على الألسن ويختفي على الورق أو عند التنفيذ فلا يجد إدارته أي ترحيب بقدر ما يواجه بالإحباط والرفض أو إيجاد عوائق من قبل المسئول أو من إدارة المدرسة التي يعمل بها مع أن مثل هذه الفرص لا تتكرر بشكل يضر بالعمل.
ومع أن هذا الموقف لا يمكن تعميمه لوجود إدارات تعليم تقدر مثل هذه الظروف التي تتعلق بمناسبات وطنية وتمنح معلميها المرشحين الفرص للمساهمة وتتلقى خطابات شكر من الجهات المقابلة التي استعانت بها كما تتلقى إدارة المدرسة خطاب شكر مماثل، إلا أن هناك إدارات لا تعير هذا الأمر أي اهتمام بل تجد فيه تعطيلاً للعمل وإيقاف عجلة التعليم لمجرد أن غاب المعلم بضعة أيام حمل فيها مسئولية لا تقل عن مهمته التعليمية، مغيبين الدور الآخر الذي يجب أن تقوم به الإدارة في حال وجود معلم متميز في أي مجال ومنها الفنون التشكيلية التي يمثلها معلمو التربية الفنية، بتشجيعه ودعمه والأخذ بيده وإبراز قدراته والمنافسة به في المحافل والمناسبات ذات العلاقة وتقدير جهوده ومنحه الفرص للمشاركة وتمثيل الوطن والفخر بهذا التمثيل من خلال انتمائه للإدارة والمنطقة. ومن المؤسف أن بعض الرفض لهذا المطلب لا يتوقف على أسماء جديدة على المجال أو ذات خبرات قليلة مع أن هذا ليس عذراً أمام الثقة التي وضعت فيهم بل الأمر يصل إلى رفض طلب أسماء كبيرة لها من الخبرات ما يفوق خبرات مدير إدارة التعليم التي يتبعها ولها من الحضور على الساحة ما يجعلها تستحق التكريم.
هذه المواقف وتلك الأساليب إلتي يتبعها البعض في إعاقة سفر معلم فنان للمشاركة في وفد ثقافي تشكيلي يحتاج إلى إعادة نظر مع أن هناك توجيهاً سامياً بهذا الخصوص لكل من يتم ترشيحه قد لا تستشهد به بعض الجهات عند ترشيحها للفنانين أو عند تحريرها خطاب طلب السماح للمعلم بالمشاركة عوداً إلى أن الأمر لا يحتاج إلى هذا إلا في أصعب الأمور، وأن المهمة وطنية الكل يقف احتراماً لها ويتجاوب معها.
MONIF@HOT MAIL.COM