Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/03/2008 G Issue 12943
الخميس 28 صفر 1429   العدد  12943
د. شيوجري هيروشي يحاضر عن العلاقات العربية - اليابانية

عبد الحفيظ الشمري

ضمن الفعاليات المنبرية لمعرض الكتاب لهذا العام قدم السفير الدكتور شيوجري هيروشي ورقة عمل حول تاريخ تطور العلاقة بين اليابان والعالم العربي.

قدم الدكتور إبراهيم القرني مدير المحاضرة سيرة ذاتية عن الدكتور شيوجري الذي أشار إلى أن الضيف تسنم العديد من المناصب الإدارية، فقد اهتم بالعلاقات الإنسانية بين العرب واليابان، فقد درس الضيف اللغة العربية نظرا لعمله في العديد من الدول العربية. وفور انتهاء الدكتور القرني من سرد السيرة الذاتية للمحاضر بدأ ورقته على هذا النحو:

ولكوني مواطنا يابانيا أعرب عن تقديري وامتناني لهذه المبادرة التي تفضل بها الجانب السعودي بحسن النية والموقف الإيجابي، التي تبلورت في إقامة هذا المنتدى الثقافي. وإنني على ثقة تامة بأن مثل هذا الملتقى الثقافي سوف يسهم بشكل إيجابي في تعريف اليابان وتقديم صورتها بشكل أوضح لأصدقائنا في المملكة والعالم العربي، مما يؤدي إلى مزيد من توسيع آفاق التعارف وتعميق التفاهم ليس فقط بيننا اليابانيين وأصدقائنا السعوديين فحسب بل، وبين اليابانيين وبين أصدقائنا العرب عامة.

من جانب آخر، تم بناء مسجد Kobe في 1935م ومسجد Tokyo في 1938، وأصبح دين الإسلام دينا معترفا به في اليابان رسميا وشرعيا كما يعترف بالبوذية والمسيحية، وذلك في 1939م طبقا لقانون المؤسسات الدينية. وبهذه المناسبة، أود أن اذكر أن الشيخ حافظ وهبة، الوزير المفوض السعودي لدى إنجلترا في ذلك الوقت، قام بزيارة اليابان لحضور حفل افتتاح مسجد Tokyo في 1938م. ويعتبر ذلك بداية الاتصالات الرسمية بين اليابان والمملكة السعودية. وبالمقابل قام Masayuki Yokoyama، الوزير المفوض الياباني لدى مصر في ذلك الوقت، قام بزيارة المملكة في 1939م فاستقبله في الرياض جلالة الملك عبد العزيز بن سعود.

لكن هذا الوضع والاتجاه الذي كان يتزايد فيه الاهتمام بهذه المنطقة في المجتمع الياباني رسميا وخاصا، تعثر ذلك المسعى بشكل كبير نتيجة لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945م. وتشتت مساعي وجهود المهتمين لإقرار مجال جديد للدراسات والبحث في شؤون الشرق الأوسط والعالم العربي. وكان لابد من الانتظار لعدة سنوات حتى يعود اهتمام اليابان بهذه المنطقة على نحو قوي وبصورة مختلفة في ظل ظروف مختلفة تماما داخليا ودوليا.

وردا على هذه المساعي اليابانية، تجاوب الجانب العربي بالجميل على وجه السرعة وفي غضون عدة أيام أعلنت منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (OAPEC) أنها أدرجت اليابان في قائمة الدول الصديقة ورفعت عنها حظر التزويد بالنفط من الدول العربية. هكذا انتهت أزمة النفط الأولى بالنسبة إلى اليابان. وانطلاقا من خبرة دروسها تغيرت طبيعة المفهومات عن الشرق الأوسط والعالم العربي لدى اليابان حكومة وشعبا، وأدركت أنه يتوجب على اليابان أن تتعامل مع هذه المنطقة بالمزيد من المودة والصداقة، ليس فقط إدراكا لأهميتها الاقتصادية فحسب بل تعاطفا وتفاهما مع شعوبها، والذين يعانون - كما يعاني الشعب الياباني - من شتى مشكلات شائكة وعائقة في مسيرتهم نحو الاستقرار والتقدم والرخاء.

وفي نهاية المحاضرة وردت بعض الأسئلة التي رد عليها المحاضر حيث اقتضب في الإجابات نظرا لضيق الوقت.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد