Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/03/2008 G Issue 12943
الخميس 28 صفر 1429   العدد  12943
المنشود
أرجوك، لا... تصفعني!!
رقية سليمان الهويريني

على الرغم من مصادقة المملكة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، إلا أن الجهات المختصة لازالت تبحث إيجاد قانون يحمي المرأة من كافة أشكال التمييز والعنف!! في الوقت الذي تسعى فيه الجمعيات الخيرية لإنشاء المزيد من دور الإيواء استشعاراً منها بوجود خطر حقيقي على المرأة بعد أن تم إنشاء اثنتين بالرياض، تضم سيدات تعرضن للعنف الجسدي وسوء المعاملة.وكشفت آخر الإحصائيات الرسمية لوزارة الشؤون الاجتماعية أنه خلال عام واحد تم إيداع 39 فتاة في دور التربية الاجتماعية للبنات بالرياض، و11 فتاة في دار التربية الاجتماعية للبنات بجدة بسبب التفكك الأسري.

ورغم الجهود التي تبذلها منظمات حقوق الإنسان في سبيل التصدي لهذه الممارسات؛ إلا أنها لم تحد من ممارسات العنف المخالفة لما تدعو له الشريعة الإسلامية بالرفق بالمرأة، والمنافية لكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وتعد التراكمات الفكرية والاجتماعية التي أفرزتها الهيمنة الذكورية وتغليبها على المرأة أحد الأسباب التي تقود إلى العنف، أو تحرض عليه باعتبار أن فرض السيطرة أحد أشكال القوامة.

وما يؤسف له عدم وجود تعريف اجتماعي واضح للعنف ضد النساء، بينما تكتفي الجهات المختصة برؤية الكدمات الملونة على وجوه النساء وأجسادهن ليمكن تصنيفه على أنه عنف!!

ويعد العنف النفسي من أخطر أنواع الإيذاء للمرأة، وهو شائع في كل المجتمعات المثقفة أو المتخلفة، وله آثار مدمرة على المرأة.وتكمن خطورته في أن القانون لا يعترف به، ويصعب إثباته، حيث تعاني منه المرأة في صمت داخل الأسرة، سواء كانت زوجة أو أختاً أو ابنة.ومن صور هذا العنف ما يرتكبه الرجل في حق المرأة من إهانات كالاحتقار أو الشتم، والحرمان من الحرية، أو الاعتداء على حقها في قبولها أو رفضها لمن سيتزوجها، والتدخل في شؤونها الخاصة أو حتى التشكيك في سلوكها.كما أن العنف الجسدي ظاهرة أوجدتها الظروف الاقتصادية، وماينشأ عنها من تغيرات وتحولات اجتماعية، وله علاقة وطيدة ومباشرة بالإدمان، حيث يتعامل مدمنو المخدرات مع زوجاتهم وبناتهم بالعنف الجسدي والنفسي، وقد ينتهي بالقتل أو جرائم متبادلة بينهم، وتعاني زوجات مدمني المخدرات وأبنائهم من الخوف والفزع الدائم، نتيجة التعاطي، وهذا النوع من العنف تظهر آثاره على الجسد، كالصفع، والركل، وشد الشعر، والضرب بشدة، أو إحداث عاهة مستديمة.

وإلى أن يرفع الضرر ويتوقف طوفان العنف ضد المرأة، نتساءل: هل يمكن أن تتحول اليد التي تصفع وتدمي إلى يد تحتوي وتحمي؟!

ص.ب 260564 الرياض 11342


rogaia143@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد