عندما نطالب بوجود مراكز تجارية داخل الأحياء فإنما نطالب بنهضة اقتصادية للحي، بل أكبر من ذلك تماسك أسري لأهل الحي، بل بتحقيق قسط من الأمن والسلامة لقاطنيه، فكرة إيجاد مركز تجاري مصغر داخل الأحياء ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ عقود من الزمن في بعض مدننا ولكنها مع النهضة الحضارية الكبيرة اختفت وصار البديل لها، هذه الأسواق في الشوارع الرئيسة فقط، (أعني بالأسواق أسواق المواد الغذائية تحديدا وما في حكمها من حلاقين وخبازين ووجبات خفيفة)، ولهذه الفكرة القديمة الجديدة فوائد عديدة إذا طبقت كما نريد لها، من المزايا التي يجب أن تكون عليها هذه المراكز، أن تكون شاملة لاحتياجات الأسرة، وأن يكون العاملون فيها مئة في المئة من السعوديين، بل من أهل الحي إن تيسر ذلك.
بل إن المطلوب أن يكون في كل مربع لا يتجاوز الكيلو متر مربع مجمع تجاري بسيط وأنيق ومكتمل العناصر، وذلك لنحقق الهدف الذي نتمناه من وجودها، وأعتقد أن هذه الفكرة سترفع نسبة السعودية في هذا القطاع الهام بشكل لافت خاصة إذا طبق بحقها نظام الدوام المقترح وهو الإغلاق قبيل منتصف الليل، فما أحوج شبابنا للعمل وما أحوجنا لشباب نثق به ونعرفه ويعرفنا، إننا يجب أن ندرك أن قضايا السعودة لا يمكن أن تحل مادامت محلاتنا بهذه النمطية التي لا يمكن أن تمنح الشاب السعودي فرصة العمل بالشكل الذي يحقق له طموحه وفي نفس الوقت يبقي له ترابطه الأسري، وحتى في الأحياء القائمة لا أظن أن الأمر عسير، بل منير إذا وجدت العزيمة والتخطيط السليم بإذن الله، ولن يرهق الدولة نزع ملكية مربع لا يتجاوز ألفي متر مربع، نحقق من خلاله فوائد جمة لا يمكن حصرها، ومن المعروف أن النمو الاقتصادي الحقيقي هو عندما تكون دورة المال داخلية فهذا يعني أن الاستفادة مضاعفة، وبهذا يكون النمو الحقيقي للوطن والمواطن.
almajd858@hotmail.com