اليهود جميعاً - والغربيون يجارونهم - يضخمون (محرقة اليهود) في ألمانيا، فأصبح مصطلح (الهولوكست) مصطلحاً عممه الإسرائيليون ليصبح عنواناً لإجرام الإنسان بحق أخيه الإنسان.
بمصطلح (الهولوكست) المحرقة ابتزت إسرائيل الأوروبيين، وخاصة ألمانيا التي لم يقف دعمها لإسرائيل على تقديم مليارات (الماركات)، بل ضمت آلاف الأطنان من الأسلحة بما فيها الغواصات النووية لتقوم إسرائيل بحرق بشر آخرين بأسلحة الألمان والأمريكان وغيرها من أسلحة الأوروبيين الذين يرفضون حتى مجرد التشكيك بأرقام ضحايا المحرقة..!!
الآن تنفذ إسرائيل محرقة حقيقية في غزة؛ فالطيران الحربي وقذائف مدافع الدبابات تحرق أطفال ونساء ورجال أهل غزة من المدنيين الأبرياء. وإذا كان النازي قد حرق اليهود الألمان في محرقة واحدة، فإن الإسرائيليين يحرقون الفلسطينيين في كل مكان من أرض فلسطين.. اليوم في غزة وقبلها في جنين، ونابلس، والخليل، وغداً في مكان آخر طالما يظل العالَم أجمع والمسلمون والعرب خاصة يتفرجون على ما يجري دون مبالاة..!!
الجريمة الرهيبة التي ترتكبها قوات الاحتلال سبقها تهديد صلف لنائب وزير الحرب الإسرائيلي الذي قال إن إسرائيل ستنفذ محرقة في غزة, وأمس صعّد وزير الحرب باراك تهديداته معلناً أنه سيوسع المحرقة بتوسيع معارك الجيش الإسرائيلي والتوغل أكثر في غزة.
ضحايا محرقة إسرائيل في غزة منذ أسبوع تجاوزوا المئة شهيد، بينهم 32 طفلاً، والحصيلة في ارتفاع، التي حتماً ستتزايد بصورة مذهلة بإعطاء الأمم المتحدة الضوء الأخضر لمشعلي نار المحرقة؛ فالسيد مون يرى أن إسرائيل تقوم بحقها في الدفاع عن نفسها..!!
الجلاد يدافع عن نفسه بحرق مَن يقاوم إجرامه ويبحث عن وسيلة للتحرر والانعتاق من نير الاحتلال، ولهذا فإن هؤلاء الجلادين الإسرائيليين الذين تلقوا الضوء الأخضر من المنظمة الدولية المكلفة بحماية الأمن الدولي وفرض الاستقرار، والدعم من القوى الدولية الغربية (أمريكا وأوروبا)، مع عجز الأسرة الدولية جميعاً عن وضع حد لهذا الإجرام، سيوسعون المحرقة لتشمل كل مَن يعيشون في فلسطين، ولا يعلم إلا الله إلى أين تقودهم؛ فهم محاصرون بين عدو ظالم لا يرحم ولا يرتدع، وبين قوة محلية فرضت وضعها وتقودهم إلى مصير مجهول من خلال تخبط ومناطحة غير مجدية, فالصواريخ التي تطلقها قوى الأمر الواقع في غزة لا تصيب إلا شخصاً أو شخصين، ولا تحقق ما يسعون إليه من توازن الرعب، فبعد كل صاروخ تشن إسرائيل حرباً غير متكافئة وتحت غطاء (مبرر) بالدفاع عن النفس، وتتمادى في عدوانها وتحرق مدناً كاملة وتقتل المئات!!
لا نقول أوقفوا المقاومة، ولكن لتكن عملية حساب الربح والخسارة حاضرة في ذهن مَن يقودون ويخططون لما يجري في غزة. هل إعطاء المبرر والمسوغ للإسرائيليين للقيام بجرائمهم في عصر تهيمن عليه قوى ظالمة ومنافقة مُجدٍ للاستمرار في خوض معركة غير متكافئة، الخاسر الأكبر فيها الشعب الفلسطيني..؟
سؤال يبحث عن إجابة في ظل تجاهل الأسرة الدولية لما يجري من حرق للشعب الفلسطيني في غياب للضمير الإنساني.
jaser@al-jazirah.com.sa