ليس عن الوطنية ككلمة ومعنى. فالوطنية ببساطة هي: أن يسلم الإنسان في وطنه ووطنه من لسانه ويده، وكفى (فاللبيب بالإشارة يفهم).
لقد كان في الماضي القريب من المسلمات أن تؤخذ آراء الآخرين بطريقة ملبسة بالشك
وعدم اليقين من جديتها وأهميتها حيث يعتمد تقييمها على من سيقوم بنقلها للمسؤول، من قبل الوسيط أو الحاجب (السكرتير أو المدير)، وما قد يدمغها من تصور حولها. فيقول للمسؤول إن صاحب هذا الرأي هو: فلان ابن فلان. فيرد ماذا يقصد؟ فيجيب الحاجب ما عليك منه. أفكاره علمانية أو أفكاره تطرفية أو هو ملتحي أو غير ملتحي أو قد قال في أحد الأيام كذا وكذا.
والأخطر هذا الشخص يا طويل العمر كويس ونشط وما عليه وطيب بس (وهنا الخطورة) يتبعها كلمة واحدة أو اثنتان كأن يقول: لو يترك المزاجية، أو شايف نفسه، أو متسرع أو حساس، أو تراه من القبيلة الفلانية.. وهكذا.
إن ما يثير الغرابة، وفي عصر المعلومات وتقدم تقنية الاستخبارات والتجسس، عندما تنتزع همم الرجال والنساء الأوفياء لوطنهم، وذلك بنزع ما يقدمونه من آراء أو أفكار وبشكل علمي مدروس ليمارس على المتقدم وفكرة أنواع وأصناف الأحكام والكلمات، وفي الوقت نفسه، قد أعطى المسؤول الثقة التامة للحاجب ووثق بمن حوله لكنه لم يتابع، والأخطر يضلل هذا المسؤول إلى أن يطلق على الوطني، خائن وطنه.
إن العمل الوطني لا حدود له، والمسؤولون الأوفياء لا يرضون بذلك.
إن مراقبة العبد ربه هو المرجع الأساسي لمن يخدم مسيرة هذا الوطن، والمحافظة على سلامة أمنه، وإن أي عمل أو إنتاج فكري وطني، صافي النوايا، يجب ألا يكبح، وإن أي إنتاج يشكل موقفاً وطنياً علنياً وجب دعمه بدلاً من التسويف والتأخير، أو رمي الاتهامات، وفيه إذن قد عملنا على سلب الوطن حقه، لكنه، بمشيئة الله، صامد كالبنيان المرصوص، بأبنائه الأوفياء.