صديقنا المثقف بل وصديق أغلب المثقفين في المملكة حمد البراق العتيبي كان يعيش وسط أسرته الصغيرة المثقفة أيضاً والتي تتكون من زوجة وولد وابنتين اثنتين في جو أسري رائع تخيم عليه السعادة والتفاهم والشفافية والدفء العائلي النادر في هذه الأيام، وكان أبو نزار يتقاضى راتباً مجزياً حينما كان يعمل موظفاً كبيراً في الاتصالات وقبلها باحثاً اجتماعياً ومديراً للضمان الاجتماعي في محافظة الرس التي تمتد خدماتها إلى أكثر من مائتي قرية وهجرة ومدينة في أنحاء القصيم آنذاك وقد خبر الناس وأحبهم وأحبوه من خلال تنقلاته وزياراته لتلك المناطق ولمساعدته الفقراء قبل الأغنياء في مهمته النبيلة تلك ولم يزل أبو نزار يحتفظ إلى الآن ببعض الرسائل والتوصيات والشفاعات التي كان يتلقاها من شخصيات وأعيان القصيم ومنها رسالة نادرة كتبها والد زميلنا الأستاذ أبي بشار خالد بن حمد المالك لم أزل أحتفظ بها لأنني سرقتها ذات يوم من الصديق حمد البراق وقد نشرتها كما أعتقد في جريدتنا هذه قبل عامين. حينما كنت أتحدث عن أسلوب الجيل السابق في الكتابة والذي يختلف عن أسلوبنا اليوم.
* * *
ما علينا من ذلك المهم أن صديقنا البراق في أوج شبابه كان (حاطّ عينه) على ابنة عمه التي تصغره ب(13) عاماً والتي أفلح أن يقنع والدها أن يُدخلها للمدرسة في ذلك الوقت الذي كان فيه تعليم البنات لدى أبناء القبائل غير مقبول، ولكن حمداً أقنع والده أولاً في تدريس أخواته ومن ثم أقنع عمه بتدريس ابنة عمه التي صارت فيما بعد زوجة له وعاشت معه في جو من السعادة وأنجبت له ثلاثة أبناء أكبرهم نزار الذي أصبح ضابطاً الآن بينما تزوجتا أبنتاه وذهب كل في سبيله أي طارت الطيور من أعشاشها وبقي أبو نزار وأم نزار لوحدهما في البيت وحينما تقاعد أبو نزار أخذ زوجته الغالية في جولة طويلة في بلاد الدنيا ولم يبخل عليها بشيء في حياته، يقول أبو نزار إنني فعلت كل شيء من أجل إسعاد رفيقة العمر ولكن الوحدة والروتين والفراغ والجلوس الطويل في البيت لا بد أن يخلق نوعاً من الملل والرتابة وبالتالي ستؤدي إلى شيخوخة الحب ووهناً للمشاعر الفياضة. ولكي يُعيد أبو نزار جذوة الحب إلى الاضطرام الأول فاجأها يوماً أن قال لها: دعينا نتزوج مرة أخرى يا أم نزار. فقالت له ضاحكة هازلة (وش الخرابيط يا عود؟!) حينها قال لها (العود) لقد حجزت لنا غرفة سويت في أرقى فنادق البلد وسنخصص أيام العسل للفرح والضحك والفرفشة وسنعيد أيام شبابنا الأول ولتعرفي أنك (عروس) الليله ف(اكشخي) وتعطري وتزيني وهيا إلى (زفة) الفرح. وقد فعل ذلك أبو نزار ونجح في تجديد الحب ولذلك ينصح كل من مثله من الأصدقاء أن يزفّوا عجائزهم مرة أخرى لأنها (خوش) زفة!!