ماقاله المرشح للرئاسة الأمريكية السيد (باراك أوباما) في المناظرة التي جمعته بالسيدة (هيلاري كلنتون) من أنه يعتبر نفسه صديق ل (إسرائيل) ليس أمرا خارجاً عن سياق ماتجود به عادة المناظرات الأمريكية فمن المعروف أنه ما إن يبدأ أي مرشح للرئاسة الأمريكية خطواته الأولى في طريقه المؤدي إلى البيت الأبيض إلا ويبدأ في مغازلة (إسرائيل) معبرا عن حبه وهيامه بهذه المخلوقة! وهذه المشاعر الجياشة التي يعبر عنها غالبا مرشحو الرئاسة ربما جاءت من منطلق أن (البنيه) مقطوعة من شجرة بل حتى الآن لم يثبت أن لها شجرة أصلا! وهذا الغزل ليس بالهاتف والإيميلات ولاعبر الخطابات والمراسيل ولكنه غزل (عيني عينك) استنادا إلى الحرية التي يتمتع بها الأمريكان في التعبير عن مشاعرهم! وهذا النوع من الحب الذي يعبر البحار والمحيطات, اكثر أنواع الحب تكلفه لأنه يلزم من يحب بدفع مصروف شهري أو سنوي لعيون محبوبته!
وعادة مايربط مرشحو الرئاسة بين مصيرهم ومصير هذه المخلوقة إلى حد التعبيرعنه بالمصير المشترك لأنهم يرون أن هذا الحب ضروري وهو وقود الرحلة إلى البيت الأبيض فبدونه لايمكن لمرشح أن يصل إلى أبعد من خطوتين وسيجد أنه في لحظة ما غير مصرح له بالدخول! ولذا يأتي الحب جارفا وعنيفا ولايحتمل الإعلان عنه أي تأخير وتفتتح به المناظرات والتصريحات التي تتم عبر وسائل الإعلام! ويعتبر المرشح نفسه محظوظا إذا وجد قبولا لدى المحبوبة وأرسلت إليه إشارة عبر (عيونها) أنه مرضي عليه وتعده بان تنزل بركاتها حوله! وهذا ماأكده السيد بوش خلال وجوده في البيت الأبيض فحبه (لإسرائيل) يصل إلى حد العشق والهيام وهذا ما أكد عدم صحة الشائعات التي كانت تروج بأن العالم في هذا الزمان فقد كل معاني الحب والرومانسية لهذا والدليل أنه ومحبوبته في علاقة غرامية لم تشتك يوما ما من الصد والهجران! وهي مثال حي للحب الحقيقي والمحب من هذا النوع لايرى عيوب محبوبته والسيد بوش كذلك لم ير في (إسرائيل) أية عيوب منذ أن احتلت وطن الفلسطينيين وحتى هذه اللحظة وهو يدافع عنها بكل مايملك وما لايملك تارة بالفيتو وأخرى بالتطنيش كما أنه لو تخلى عن البيت الأبيض سيطلب من السيد الجديد الاستمرار في حبه نيابة عنه! والسيد بوش لم يكن المحب الأول ولا الأخير (لإسرائيل)، ففاتنة الرؤساء الأمريكان ستظل تهيمن على عقولهم وعواطفهم تأخذ منهم ولاتعطيهم ولكنه الحب الذي يمثل التضحية في أسمى معانيه! لذا فكل الرؤساء يمكن أن يضحوا ببعض مصالح الشعب ويعمدون على الإنفاق بسخاء من (بيت مال) الأمريكيين ودافعي الضرائب في سبيل إرضاء الفاتنة وسيستمر ذلك إلى أن يقدر الله أمرا كان مفعولا!!
alhoshanei@hotmail.com