بالتعاون مع إحدى الكليات التربوية قامت وزارة التربية بتفريغ عدد من المعلمين وإلحاقهم ببرنامج معلمي الصفوف الأولية، وهو برنامج تدريبي مدته عام دراسي كامل يستهدف إعداد معلم مؤهل ومتمكن للتدريس في الصفوف الثلاثة الأول، إن مثل هذا الإجراء التربوي يبشر بخير، فنحن أمة اقتنعت أخيراً أن المرحلة المبكرة من التعليم العام هي ركيزة التعليم المستقبلي، وأنها مرحلة تعليمية تستحق أن نختار لها أفضل المعلمين، ولكنني أصبت بالدهشة والاستغراب الشديدين عندما علمت أنه تم توجيه بعض هؤلاء المعلمين بعد انتهاء برنامجهم التدريبي إلى العمل في مجالات لا صلة لها بالمرحلة الأولية. إنني هنا أتساءل: هل وصل عدم تقديرنا لحساسية وأهمية المرحلة المبكرة من التعليم العام إلى هذا الحد؟ لماذا نصرف المال والوقت والجهد في تدريب المعلمين ثم نهدر كل ذلك بتوجيههم إلى مواقع لا علاقة لها بتدريبهم؟ الهدر لا يظهر في تبديد المال فقط، الهدر الأهم يظهر في تبديد الطاقات البشرية وتعطيلها، أعود وأوكد لكم من جديد أنه ليس هدفاً أن تسير عملية التعليم بأي صورة، إن الأهم من ذلك هو أن نعرف في أي اتجاه نحن نسير، وهل نحن واثقون من تقدمنا نحو أهدافنا، من يحدد وجهتنا التعليمية يحدد مصيرنا؟.