Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/03/2008 G Issue 12938
السبت 23 صفر 1429   العدد  12938

دفق قلم
ومضات
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

هنالك ومضات تضيء طريق الأمل، تسعد بها نفس الإنسان حينما يجدها في طريق قراءته ومتابعته، وهذه بعض تلك الومضات.

* قال الشيخ بكر أبو زيد - يرحمه الله- في كتابه (خصائص جزيرة العرب) بُشْرى لكل محتسب في هذه الجزيرة، في حديث الدجال الصحيح إشارة إلى أن كلَّ فتنةٍ عمياء تجتاح بلاد المسلمين تتحطَّم على صخرة هذه البلاد، وإذا كانت فتنة الدجَّال هي أعظم فتنةٍ من لدن نوحٍ عليه السلام إلى قيام الساعة، وسيكون تحطيم هذه الفتنة على يد رجلٍ مؤمنٍ من هذه الجزيرة، فإنَّ كلَّ فتنةٍ دون فتنة الدجال ستتحطم على يد أبناء هذه الجزيرة بإذن الله.

* دفعتها الرسوم المسيئة لرسولنا عليه الصلاة والسلام، ودعتها الضجَّة المثارة حول تلك الرسوم، إلى التعرف على الإسلام ونبيِّه صلى الله عليه وسلم، فانطلقت تقرأ عن هذا الدين، وتسأل وتناقش، حتى انتهى بها المطاف إلى إعلان إسلامها عن إيمان واقتناع، وقد سجلت ذلك في كتابها الذي روت فيه قصة إسلامها وأدائها لفريضة الحج، إنها الكاتبة الدانمركية (نينا).

* قال لي مغضباً: ألم تطلع على ما نشرته صحيفة (دي تسايت) الألمانية من قول أحد الوزراء الألمان: على جميع الصحف الأوروبية أن تتضامن لنشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت له: كلا، لم أطَّلع على ذلك، ولكنني لا أستبعد أن يكون، فنحن منذ زمنٍ نرى تلك القشرة الرقيقة التي تغطي لهيب الحقد في قلوب المتعصبين قد زالت، فظهر الحقد بارزاً أمامنا، ومع ذلك فإنني أؤكد لك أنهم يعرِّضون أنفسهم لعقاب غير بعيد من ربنا القوي العزيز المجيد، إنهم يدقون المسمار الأخير في نعش مكابرتهم وغرورهم فلا تبتئس بما يصنعون، قال لي صاحبي: أتريد أن أبقى هادئاً دون غضب؟ قلت له: غضبك من أجل رسولنا صلى الله عليه وسلم عبادة، فكلنا قد غضبنا، وسنغضب لنبينا غضباً لربنا ولديننا، وسنبذل كلما نستطيع لمنع هذا الشرِّ الكبير، من قول أو عمل سياسي أو قانوني، أو دعوةٍ موجَّهة إلى أهل الكتاب توضح لهم الحقَّ، وإنما قصدت أن أوضِّح لك الموضع الذي وضعوا أنفسهم فيه وأذكرك بقوله تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}.

* شابٌ متوقد الذكاء، دَمِث الأخلاق، حسن التعامل، ناجح في عمله، حينما حدثني عن نفسه قال: إن الفضل -بعد الله عز وجل- يعود إلى أبي وأمي، فقد منحاني من عنايتهما وحرصهما وحبهما الكبير ما ملأ قلبي تصميماً على سلوك طريق الجد والعمل، لقد كانت أمي تتنازل عن اللقاءات الكثيرة التي تعقدها نساء حينا من أجل متابعة واجباتي المدرسية، وكنت أسمعها تعتذر من جاراتها بقولها: أنا مشغولة مع ابني، فيسري في نفسي شعور لا أستطيع وصفه أبدا. قلت: هكذا تكون مسؤولية الأم الواعية والأب المربي.

* قال ابن تيمية -رحمه الله- حدثني من أثق به من العلماء والمجاهدين أنهم كانوا في حروبهم مع الإفرنج إذا سمعوا الأعداء ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاية بالمسلمين، أيقنوا بقرب الفتح وتحقق النصر.

إشارة:

كيف أخشى صخرة اليأس وَلِي

أملٌ في خالقي عزَّ وجَلّ

www.AWFAZ.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد