الإيضاح الذي قدمته وزارة المالية لتراكمية الزيادة التي أقرها مجلس الوزراء لمواجهة الغلاء والتضخم بهدوء وبدون اندفاع في فك الارتباط بالدولار.
** هذا الإيضاح منح المواطنين شعوراً بالرضا خاصة أصحاب الرواتب العالية.. لكنه جر على أصحاب الدخول الضعيفة أو عديمي الدخل تماماً.. جر عليهم أزمات متعددة.
فالعقار استحال إلى نار موقدة.. يتبارى أصحابه في رفع سعره ليخرج كثيرون مع أطفالهم من منازلهم التي اعتادوها واستقروا بها ولكنهم لم يعودوا قادرين على دفع إيجاراتها الطائلة.
ثم أزمة الدقيق.. والرغيف الصغير.. الخفيف.. الذي اختفى تماماً من بعض محال التموين.
والرغيف في الثقافة الاجتماعية الحديثة هو معادل للاستقرار والأمان والحرية.
فمن ملك رغيفه.. ملك حريته..
** لقد زرعنا الصحاري بالقمح.. ولقد تتلمذت أعيننا على برنامج (سعودي) الذي تفنن مخرجه في تقديم صور مختلفة لحقول القمح في وسط الصحاري الحمراء.. كنا صغاراً.. وكانت أحلامنا عظيمة مثل التحدي العظيم الذي خاضته الصحراء في وجه العطش والرمضاء.
** تبارى المزارعون في جلب (الرشاشات) الكبيرة والمتنوعة لسقيا الرمال وزراعة القمح وامتلاك الرغيف.
بعد هذا التحدي الكبير والمجازفة بمنسوب المياه من أجل كسب الحرية والأمان الغذائي الذي تجيء معه الكرامة والقوة.
نفاجأ بأن المطاحن تعجز عن سد احتياجنا من الخبر الحار الذي تضوع رائحته في صباحات الوطن كإعلان جميل عن بدء يوم جديد.
** تسريب الدقيق إلى المواشي كغذاء بديل عن النخالة التي تسببت في نفوق كثير من الإبل خاصة.. يترك سؤالاً كبيراً.. ومخيفاً: أيهما أهم عند التجار.. نحن أم المواشي؟!!!